بعد الاحتجاجات التي خاضوها ضد السياج الذي تشيده السلطات على الحدود مع الجارة الشرقية، وإرغامهم إياها على تغيير مكانه ليشيد على الشريط الحدودي، خرج أمس مجموعة من سكان جماعة "رأس عصفور" (10 كلم جنوبوجدة) للمرة الثانية في وقفة احتجاجية بالجماعة، وهذه المرة ضد ما يقولون عنه "ترتيبات" لتفويت غابة الجماعة إلى إحدى الجمعيات التي تتوخى تحويلها إلى محمية. في هذا السياق كشف أحد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية في تصريح ل"اليوم24″ أن السكان يرفضون رفضا قاطعا تفويت الغابة المذكورة الممتدة على مساحة تقدر بحوالي 8 آلاف هكتار، مشيرا في هذا السياق إلى أن إقامة المحمية المذكورة يعني تهجير المئات من ساكنة الجماعة التي تستفيد من حطب التدفئة ومن الرعي في الغابة. المتحدث نفسه كشف بأن محاولة إقامة المحمية المذكورة، هي إحياء لمشروع قديم حاول أشخاص إقامته في الغابة المذكورة، ويتعلق الأمر بتربية الخنزير البري، قبل أن يرفض السكان ذلك. المصدر ذاته اعتبر خلق أية محمية في الغابة المذكورة بمثابة مس بأمن البلاد، بالنظر لموقع الغابة التي تقع على الحدود مع الجارة الجزائر. من جانبه كشف محمد مرسلي رئيس جماعة "رأس عصفور" أن الاحتجاجات التي عرفتها الجماعة أمس تتحكم فيها "أهداف انتخابية"، معتبرا إياها من تدبير بعض الأطراف السياسية التي تسعى إلى العودة إلى المجلس خلال الانتخابات المقبلة وتقود في الوقت الراهن حملة سابقة لأوانها، قبل أن يكشف في تصريح ل"اليوم24" أنه إلى حدود الساعة لا يوجد هناك أية وثائق دالة على إقامة هذه المحمية، أكثر من ذلك الجمعية التي يتحدث عنها المحتجون وفق مرسلي "لم تحصل بعد من السلطات على وصل الإيداع الذي يخول لها القيام بأنشطة". مرسلي أكد أن الترخيص بإقامة المحمية، يمر عبر مصالح المندوبية السامية للمياه والغابات، وأنه بعد إحالة الطلب من المندوبية على الجماعة للمصادقة عليه في حالة ما إذا أبدى أي طرف أقامة محمية، فان الجماعة حينها ستقرر رأيها، معتبرا أي حديث في الوقت الراهن عن إقامة محمية، "حديث سابق لأوانه".