لا يزال التوتر يحكم العلاقات المغربية الفرنسية، إذ ما إن تهدأ حدة الخلافات حتى يعود التوتر ليشتعل من جديد. فبعد تصنيف فرنسا للمغرب ضمن دول المخاطر التي على رعاياها تجنب السفر إليها، رد محمد حصاد، وزير الداخلية بقوة على الموقف الفرنسي، واستغرب في حوار تضمن تصريحات شديدة اللهجة مع يومية "ليكونوميست" هذا التصنيف، علما أن هذا الرد جاء متأخرا بعض الشيء، برأي العديد من المراقبين. حصاد قال في حواره إنه كان على وزير الخارجية الفرنسي أن يدرج فرنسا ضمن لائحة المناطق الخطيرة، مستغربا من كون اللائحة ضمت فقط دول الجنوب، مردفا "فيما يخص المجال الأمني المغرب أفضل من عدة بلدان أوروبية بما فيها فرنسا". ورفض حصاد الترويج إلى أن فرنسا أكثر أمانا من المغرب قائلا: "اليوم أنا لست متأكدا من أن فرنسا هي أكثر أمانا من المغرب"، معتبرا أن البلدين هما في نفس المستوى فيما يخص هذا الجانب، نافيا وجود أي مشاكل على الصعيد الأمني في البلاد. الوزير أبدى استغرابه من تصنيف المغرب ضمن لائحة لترتيب الأخطار قائلا: "قبل وضع المغرب ضمن هذا التصنيف كان يجب أن تهتم فرنسا بتقييم المخاطر التي تتهددها". وأدرج حصاد مثالا لتفوق المغرب على فرنسا فيما يخص هذا المجال، ساردا قصة المغربي الذي تزوج فرنسية خاضعة للمراقبة القضائية في فرنسا وتمكنت من الهرب من بلدها والقدوم إلى المغرب، إلا أن جهاز الأمن المغربي استطاع القبض عليها حينما حاولت الفرار رفقة ابنتيها للالتحاق بالمناطق التي يمكن وصفها ب "بؤر التوترات" باستخدام جواز سفرها الفرنسي، وأردف "هذا يظهر مدى يقظة وفعالية الجهاز الأمني المغربي" وأن الفرنسيين هم على دراية بمدى "نجاعة" النظام المغربي. أما عن كون المغرب تأخر في الرد على تصنيف فرنسا للمغرب ضمن المناطق الخطيرة، اعتبر حصاد أن استمرار توافد السياح الفرنسيين على المغرب أهم تكذيب لما صدر عن وزير خارجيتهم قائلا: "إن السكان الفرنسيين كانوا أكثر وعيا بالأخطار من وزير خارجيتهم فهم يعرفون كيف يميزون بين البلدان"، مبرزا أن عدد السياح الفرنسيين الذين زاروا المغرب خلال شتنبر الماضي ارتفع مقارنة مع نفس الفترة من العام الفارط، مشيرا إلى أنه تم الرد بشكل رسمي على هذا التصنيف من قبل سفارة المغرب في فرنسا. واعتبر حصاد أن خطاب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند هو "شاهد بمرتبة شرف" على أمان المغرب، إذ أثنى الرئيس خلال افتتاح معرض "المغرب المعاصر" بباريس، أثنى على استقرار المغرب وأمنه. وكانت الخارجية الفرنسية قد أدرجت المغرب ضمن الدول التي لا يجب على رعاياها السفر إليها بسبب احتمال وجود تهديدات من جماعات إرهابية مطالبة "بتوخي أقصى درجات اليقظة" وهي التحذيرات التي جاءت بعد ذبح مواطن فرنسي بالجزائر.