اعتبر مهنيو القطاع السياحي في المغرب، تحذيرات الخارجية الفرنسية لمواطنيها بخصوص السفر الى المغرب، عقب ذبح دليل سياحي فرنسي في الجزائر، "متسرعة وجد مبالغ فيها" وستضر بمصالح الجانبين. وقررت فرنسا التي تخوض حربا ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف في العراق، الخميس الماضي توسيع نطاق تحذيرها للفرنسيين الذي اطلقته في بداية الاسبوع الماضي "لتوخي اقصى درجات اليقظة" من حوالى ثلاثين الى اربعين دولة، من بينها الدول المغاربية. وأوضح عثمان الشريف العلمي، الرئيس الشرفي للفيدرالية الوطنية للسياحة في المغرب، لفرانس برس الأربعاء أن "تصنيف المغرب ومعه البلدان المغاربية ضمن لائحة البلدان المهددة بالإرهاب، قرار متسرع وجد مبالغ فيها، وسيضر بالسياحة من الجانبين". وجاءت التحذيرات الفرنسية بعد خطف وذبح المواطن الفرنسي ايرفيه غورديل (55 سنة) في 21 ايلول/سبتمبر، شرق العاصمة الجزائرية، على يد جماعة "جند الخلافة" الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية. وأعلنت الداخلية المغربية بدورها الاثنين أن خلية إرهابية تم تفكيكها الأسبوع الماضي تسمي نفسها "أنصار الدولة الاسلامية في المغرب الاقصى"، هي على علاقة ب"جند الخلافة". واعتبر الشريف العلوي أنه "حتى حينما حدثت تفجيرات مقهى أركانة بمراكش في 2011 ومات سبعة فرنسيين أبرياء، لم يكن خطاب فرنسا كما هو اليوم بل كان أكثر اتزانا ونضجا وحكمة، وعلى السيد (لوران) فابيوس الذي كان وزيرا للاقتصاد أن يعي التبعات والنتائج". وأوضح أنه "خلال 72 ساعة الماضية ألغيت 1500 ليلة مبيت لسياح فرنسيين، كما أن معدل الحجز المستقبلي انخفض منذ الأسبوع الماضي بنحو 50%، أي من 1000 حجز فرنسي يوميا الى 500". واضاف ممثل الشركات السياحية المغربية أن "لهذا القرار نتائج أخرى في المستقبل، من بينها فقدان مناصب العمل وتراجع المداخيل"، خاصة وأن السياح الفرنسيين يشكلون في بعض المواسم ما بين 35% و40% من السياح الأجانب. وقال جان بيار ماس رئيس نقابات وكالات السفر الفرنسية تعليقا على قرار خارجية بلاده "المشكلة ان القرار يوحي بوجود مخاطر في عدد كبير من الدول. يجب توضيح الوضع حول تونس والمغرب ومصر. اذا كان للوزارة معلومات حول مخاطر حقيقية في هذه الدول علينا ان نعلم. واذا كان العكس صحيحا علينا ان نعلم ايضا". ونفى لحسن حداد وزير السياحة المغربي خلال حديثه لفرانس برس بموازاة انعقاد ملتقيات للسياحة الاثنين في العاصمة الرباط، وجود أية تهديدات في المغرب، وأن "أحسن رسالة لهزم الإرهابيين هي الاستمرار في السفر والتعارف بين الشعوب". والمغرب هو البلد المغاربي الوحيد على موقع وزارة الخارجية الفرنسية، الذي يكسو خريطته اللون الأخضر، باعتبار "درجات الحذر عادية" فيه، وذلك بعدما تم وضعه على لائحة الدول المعنية. وتعتبر السياحة في المغرب ثاني أكبر مساهم في إجمالي الناتج المحلي بعد الزراعة، بنسبة 10%. ووفر القطاع 100 مليار درهم من العائدات (9,5 مليار يورو) في 2013.