أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الخميس، استشهاد 9 فلسطينيين -بينهم سيدة مسنة- وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي عقب اقتحامها مدينة جنين ومخيمها، فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب على حدود قطاع غزة. وقال مدير مستشفى جنين الحكومي إن الوضع في المخيم سيئ للغاية وإذا ما استمر على ما هو عليه فستكون هناك كارثة. في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ صباح الخميس "عملية في مخيم جنين ضد نشطاء من الجهاد الاسلامي". وأضاف "أثناء محاولة اعتقال مطلوبين يشتبه بتورطهم مؤخرا في عمليات إرهابية واسعة النطاق…. قتل عدد منهم في تبادل لإطلاق النار مع قواتنا". وأكد الجيش في بيان أن ثلاثة فلسطينيين قتلوا في تبادل إطلاق نار فيما أطلقت القوات الإسرائيلية النار على آخر ين "كانا يفر ان من المكان"، إضافة إلى مشتبه به سادس داخل مبنى وفلسطينيين آخرين. وأكد عدم وجود خسائر في صفوف قواته. وقالت وزيرة الصحة مي الكيلة إن "قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى جنين الحكومي، وأطلقت بشكل متعمد قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه قسم الأطفال في المستشفى، ما أدى لإصابة أطفال مرضى وذويهم وطواقم طبية بحالات اختناق". ونفى الجيش الإسرائيلي الخميس الأمر مؤكدا أن الاشتباك "لم يكن بعيد ا عن المستشفى ومن المحتمل أن يكون بعض الغاز المسيل للدموع قد دخل من نافذة مفتوحة". وكانت قد وصفت الوزيرة الوضع في المخيم بأنه "حرج" واتهمت القوات الإسرائيلية "بمنع إسعاف المصابين. بدوره، قال نائب محافظ مدينة جنين كمال أبو الرب لوكالة فرانس برس "نعيش حالة حرب حقيقية في جنين ومخيمها، والجيش الاسرائيلي يدمر كل شيء ويطلق النار على كل شيء يتحرك". وبحسب أبو الرب، فإن العملية الاسرائيلية بدأت عند الساعة السابعة صباحا" وقد وصفها بعد انسحاب الجيش من المخيم بأنها "الأسوأ منذ الاجتياح الذي نفذه الجيش في العام 2002". وبذلك يرتفع إلى 29 عدد الفلسطينيين بين مدنيين وأعضاء في تنظيمات مسل حة، الذين استشهدوا منذ بداية السنة برصاص إسرائيلي، في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967. وشهد العام 2022 سقوط أكبر عدد من القتلى في الضفة الغربية منذ نهاية الانتفاضة الثانية (2000-2005)، حسب الأممالمتحدة. وتشير أرقام وكالة فرانس برس إلى استشهاد 201 فلسطيني على الأقل، بينهم 150 في الضفة الغربية، و26 إسرائيلي ا في 2022. ووصفت الرئاسة الفلسطينية على لسان الناطق باسمها نبيل ابو ردنية، ما يجري في جنين ومخيمها بأنه "مجزرة تنفذها حكومة الاحتلال الاسرائيلية في ظل صمت دولي مريب" الذي "يشجع حكومة الاحتلال على ارتكاب المجازر ضد شعبنا على مرأى العالم". وفي قطاع غزة، قال عضو بارز في حركة الجهاد الاسلامي لوكالة فرانس برس فضل عدم ذكر اسمه "إن حركة الجهاد أبلغت مصر "بأن تصعيد الاحتلال الاسرائيلي وعدوانه والمجزرة في جنين سيفتح الباب أمام معركة مفتوحة يتحمل الاحتلال مسؤولية تبعاتها". دعت فصائل فلسطينية الى اضراب عام الخميس احتجاجا على ما جرى في مخيم جنين، والى تنظيم تظاهرات في انحاء الضفة الغربية، فيما عاد طلاب المدارس الى منازلهم. وأشاد الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي "بالوحدة الميدانية التي تشهدها ساحة المواجهة والاشتباك في مخيم جنين" مؤكدا على أن "المقاومة في كل مكان وجاهزة ومستعدة للمواجهة القادمة". واعتبرت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، أن ما يجري في جنين هو "ملحمة خالدة في محطة تاريخية فاصلة في مواجهة الاحتلال"، وفق المتحدث باسمها حازم قاسم. من جهته، قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري إن "الاحتلال سيدفع ثمن المجزرة التي نفذها في جنين ومخيمها صباح اليوم، ورد المقاومة لن يتأخر". من جانبها، دانت وزارة الخارجية الاردنية بشدة في بيان "العدوان" الإسرائيلي في مخيم جنين معتبرة أن "حملة التصعيد العسكرية الإسرائيلية تنذر بتفجر دوامة جديدة من العنف التي سيدفع الجميع ثمنها". مساء الأربعاء، استشهد فلسطينيان برصاص القوات الإسرائيلية الأربعاء أحدهما في شمال الضفة الغربية والآخر في مخيم شعفاط في مدينة القدس الشرقية المحتلة. كما جرت مواجهات في حي سلوان في القدس الشرقية أدت إلى جرح اثنين، إصابة أحدهما خطيرة والآخر متوسطة وقد نقلا الى مستشفى اسرائيلي، بحسب الشرطة الاسرائيلية.