هاجم الدكتور والناشط الحقوقي الجزائري كمال الدين فخار، تدبير الدولة الجزائرية لملف الأمازيغ في البلاد، وإتهمها بنشر الفتنة في مدينة غرداية، وحملها كامل المسؤولية لما ما وقع من احداث تخريبية و قتل ونهب بين العرب و الأمازيغ. ووجه فخار انتقادا شديد اللهجة الى الجزائر، وقال انها تنهج مخططا استراتيجيا منذ الاستقلال لمحاربة الأمازيغ، مضيفا ان النظام الجزائري إتخذ موقفا صريحا جداً، و هو لا وجود في الجزائر الا لعنصر واحد هو العربي الاسلامي ، مستدلا باخر تصريح لمستشار رئيس الجمهورية عبد العزيز بالخادم، حيث قال "ان المشكل في منطقة " مزاب" الجزائرية هو مشكل هوية، حيث لا وجود لعرب وأمازيغ معا بل هناك هوية واحدة وهي الهوية العربية الاسلامية"، واستغرب حديث المسؤول عن لغة هي جزء من منظومة المجتمع باستهتار في عصر العولمة والتطور، مستنتجا ان كلامه هذا يدل على الحد من الخصوصية ألأمازيغية لسكان شمال افريقيا قائلاً " شيء غريب أن نعيش في بلداننا الأصلية وسط حرب أيديولوجية شرسة". وقال فخار، خلال مشاركته في لقاء نظم في إطار مهرجان تويزة في نسخته العاشرة بطنجة، ان ما يجري في منطقة المزاب بغرداية ليست حربا طائفية وليس نزاع بين فقراء وأغنياء، وإنما الامر يتعلق بحرب ضد كل مكون أمازيغي في الجزائر، كاشفا في الوقت ذاته عن أساليب استعملتها الدولة في حربها تلك. وأشار فخار ان الدولة عمدت في الاول الى مصادرة الاراضي التابعة للمزابين سواء كانت أراضي خواص او تابعة للأوقاف او أراضي القبائل العشائرية ، و في المرحلة الثانية استقطبت الناس الناطقين بالعربية واسكنتهم في منطقة مزاب ذات الأغلبية ألأمازيغية وذلك لتعديل الميزان الديموغرافي كما حدث في الاتحاد السوفياتي سابقا، وكما يحدث في الصين مع قضية "التبت"، وهي تصرفات يراها فخار ديكتاتورية معروفة ، وأردف " بعد أن استولت الدولة على ما يسمى الجمعيات التقليدية المزابية وهي جمعيات موجودة في كل المناطق ألأمازيغية وأصبحت تسيرها بطريقة غير مباشرة ، في ظل تواجد الناطقين بالعربية في المنطقة، بدأت المواجهات عام 1975 ومنذ ذلك الوقت ونحن نعيش اعتداءات وهجومات وفوضى عارمة من سرقة و حرق للمنازل" وذلك ليتنازل المزابين لمطالب النظام وهذه عنصرية مؤسساتية ممنهجة، وهكذا تسعى الدولة الى خلق الفتنة في شعبها بمختلف ثقافاتهم".
وتأسف فخار للوضع الذي تعيشه بلاده من هذا الجانب ،وعدم استثمارها لهذا الإرث الثقافي،لاحتواء مختلف المشاكل التي تعرفها عدد من المجالات ، قائلا " نعيش جحيم حرب اريد لها ان تكون كذلك ، حيث يتجدد الصراع والاعتداءات "المنظمة" تقريبا كل اربع سنوات دون متابعات قضائية للمتسببين فيها، وإنما بتواطؤ مع الدولة فقد شاهد الكل في اليوتوب رجال الدرك وهم يحمون ناس يحرقون البيوت والمحالات وهذا ما اعتبره مخطط واستراتيجية تستهدف تصفية الأمازيغ في غرداية". وعبر فخار عن إعجابه بالتدبير السياسي الذي ينهجه المغرب، وتجاوب المملكة مع متطلبات الشارع المغربي، قائلا " كلما تواجدت بالمغرب اشعر بحسد شديد وذلك لأنهم يتقدمون علينا بمائة سنة تقريبا في مجال الحقوق و الحريات ". جدير بالذكر ان اللقاء شارك فيه ثلة من الوجوه الأمازيغية في شمال إفريقيا، منهم محمد بودهان من المغرب، وموسى أغ الطاهر الناطق الرسمي للحركة الوطنية لتحرير أزواد، وستيفاني بويسيل باحثة من تونس.