كتبت صحيفة "لوطان" السويسرية أن أعمال العنف الدموية بين العرب والمزابيين بغرداية اعتبرت في العاصمة الجزائرية بمثابة " إنذار " قبيل الانتخابات الرئاسية وهي تعتبر من قبل " كثيرين كمؤشر على فشل الدولة". وأكدت الصحيفة في مقال تحت عنوان "هدوء حذر بين العرب والأباظية " إن "الأمازيغ أتباع المذهب الأباظي بهذه المدينة المعزولة في الجنوب الجزائري يشعرون بالخطر وعبروا عن ذلك مع اقتراب انتخابات رئاسية يطبعها الغموض".
وتصف الصحيفة بقلم مبعوثتها الخاصة إلى غرداية إزابيل ماندرو الأوضاع في منطقة نزاع " حيث تغيب الثقة وحيث تتكفل مجموعة الأمازيغ المزابيين بضمان أمنها".
وكتبت مراسلة الصحيفة " إن الأزقة الضيقة التي تربط بين الحي العربي المجاهدين والقصر القديم الذي يمثل وسط المدينة التاريخي ، تحولت إلى أرض لا تحكمها سلطة ، ويمنع عبورها " معتبرة أن المواجهات التي أشعلت مدينة مزاب على بعد شهرين من الانتخابات الرئاسية اعتبرت في الجزائر العاصمة بمثابة إنذار.
وأوردت الصحيفة تصريحا للمحافظ الأسبق للبنك الجزائري المركزي عبد الرحمان حاج ناصر، الذي ينحدر من المنطقة وأحد المدافعين عن الساكنة المحلية التي تتعرض لأعمال عنف، قوله " نزاعات الجوار كانت موجودة على الدوام لكن الدولة اليوم تفتتت ولا تعرف كيف تبني مشروعيتها ".
ومما سجلته الصحيفة أيضا أن المزابيين يبحثون لأول مرة عن فك عزلتهم وخصوصا من خلال الشبكات الاجتماعية لنشر صور عنف متأصل.
وتظهر مقاطع فيديو نشرت على شبكة الأنترنيت مشاهد عنف دموي أودى بحياة شباب مزابيين ومتظاهرين عرب يتخندقون وراء الشرطة وهو ما اعتبره خصومهم "دليلا على عدم حياد السلطات".
وأوضحت الصحيفة " أن النيران التهمت مئات المنازل من الجانبين فيما تم إغلاق المدارس التي تحول بعضها إلى مأوى لأسر فقدت كل ما تملك "مضيفة أنه تم تدمير لوحة اليونسكو التي تشير إلى أن المدينة مدرجة على قائمة التراث الإنساني.
وقال محمد تونسي أحد أعيان المزابيين "لقد تعايشنا على الدوام مع الجميع لكن التعايش اليوم غير ممكن فلأول مرة تتم مهاجمة رموز كالأضرحة".
وبالنسبة لكمال الدين فخار العضو السابق في جبهة القوى الاشتراكية والرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان فإن " هذا الوضع ليس وليد اليوم (..)فالحكم الجزائري يخص المزابيين بتعامل خاص يبدأ بالرقابة ثم العنف".