أعربت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان عن مخاوفها من "تقويض إصلاح ذات البين" بولاية غرداية (جنوبالجزائر العاصمة)، بعد تجدد المواجهات الطائفية على الرغم من الزيارة التي قام بها مؤخرا الوزير الأول عبد المالك سلال للمنطقة، حيث أحيى فيها ذكرى مولد الرسول الأعظم. وحذرت الرابطة في بيان نشرته أمس السبت من أن "المواجهات تتواصل بغرداية بشكل خطير مما يهدد تقويض إصلاح ذات البين". ولاحظ البيان أن السلطات الأمنية والسياسية للبلاد "لا تتحكم في الوضع، والأنكى أننا نستشعر تأزيم الأمور كلما كان هناك تدخل لهذه السلطات"، معربة عن الأسف لغياب "الصرامة" و"الحياد" في المبادرات من أجل حلحلة الوضع بالمنطقة. وتابع أن المواطنين بغرداية يوجهون أصابع الاتهام لقوات الأمن التي تزيد ، بممارساتها ، من اشتعال الوضع، داعيا الساكنة المحلية إلى العمل من أجل عودة الهدوء، و"السلطات إلى الإنصات إلى الممثلين الحقيقيين للساكنة". وكانت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان قد اتهمت قوات الأمن باتخاذها موقفا "متحيزا" في الاشتباكات بين المزابيين والشعانبة، بعد تفجر الاحتجاجات في نونبر الماضي والتي انطلقت من بلدة لغرارة (130 كلم) قرب من مدينة غرداية التي تعد مركز الولاية. وجاء في بيان للرابطة أن "الموقف الفاضح لبعض عناصر قوات الأمن، سواء أثناء المواجهات أو خلال إيقاف جزائريين مزابيين، تبعث على الاعتقاد بأن الشرطة الجزائرية تصرفت كقوات الاحتلال الأمريكي في العراق، خاصة في سجن أبو غريب". وتعرف منطقة غرادية أحداث عنف ومواجهات متكررة بين موزابيين (أمازيغ) موالين للتيار الإباضي وعرب الشعامبة (تيار مالكي)، آخرها ما تجدد في أواخر السنة الماضية، مما خلف إصابة نحو 200 من سكان المدينة، إلى جانب جرح 61 شرطيا، فضلا عن خسائر مادية بفعل أعمال النهب وتخريب صدرت عن شباب ملثمين قاموا بإحراق محلات تجارية وسيارات وإلحاق أضرار بممتلكات خاصة. وقد توفي شاب متأثرا بجروح أصيب بها خلال أحداث العنف الطائفي هاته. وعلى إثر هذا الأحداث، دعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في 30 دجنبر الماضي خلال مجلس للوزراء، إلى "الحوار" و"التسامح" لإعادة الهدوء إلى غرداية. وفي مطلع الشهر الجاري، تم الاتفاق خلال لقاء جمع الوزير الأول عبد المالك سلال بوفد يمثل المجموعتين المتناحرتين، على إنشاء مجلس حكماء بغرداية، يكون بمثابة "فضاء للتحكيم و الصلح" على أساس "التعايش المنسجم و السلمي" العريق الذي كان يسود في هذه الولاية.