أخبارنا المغربية تعيش مدينة غرداية (600 كلم جنوبالجزائر العاصمة)، منذ بداية الأسبوع الجاري، على إيقاع تجدد التوتر القبلي بين مزانبيين وعرب الشعانبة، بعد مواجهات بين شباب الطرفين، وفق مصادر عدة. وذكرت وسائل إعلام محلية ومناضلون حقوقيون أن أعمال نهب وتخريب صدرت عن شباب ملثمين قاموا بإحراق محلات تجارية وسيارات وإلحاق أضرار بممتلكات خاصة. وحسب وكالة الأنباء الجزائرية (واج)، فإن المشاداة بين مجموعات من شباب المدينة تجددت ليل أمس الثلاثاء، مما دفع بالتجار إلى غلق محلاتهم التي تكسرت واجهاتها، كما سجل دخول هؤلاء الشبان في مواجهات مع قوات الأمن. ومنذ نشوب هذه الأحداث التي خلفت لحد الآن إصابات خفيفة بين المتنازعين، انتشرت الشرطة بشكل كثيف في غرداية لاستتباب الأمن والهدوء بها، مستعملة في أحايين كثيرة القنابل المسيلة للدموع. وتعد ولاية غرداية مسرحا لأعمال عنف متكررة بين الموزانبيين الأمازيغ (تيار الإباضية) والشعانبيين العرب (مالكيين). وكان مئات من الاشخاص ضمنهم أعيان موزانبيون بغرداية احتجوا، في منتصف دجنبر الجاري، للتنديد ب"الانتهاكات التي طالت شباب موقوفين من طرف الشرطة" خلال أعمال عنف اندلعت ببلدية غرارة المجاورة. وجاءت هذه الأحداث يوم 22 نونبر بعد نهاية مباراة محلية لكرة القدم، واستمرت نحو 36 ساعة. ولم تهدأ إلا عند تدخل قوات الأمن التي اعتقلت عشرات الأشخاص المتورطين في هذه الأحداث ضمنهم قاصرين، فيما أحيل آخرون على العدالة. واتهمت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان حينها قوات الأمن باتخاذها موقفا "متحيزا" في الاشتباكات بين الموازبيين والشعانبة. وجاء في بيان للرابطة أن "الموقف الفاضح لبعض عناصر قوات الأمن، سواء أثناء المواجهات أو خلال إيقاف جزائريين موزانبيين، تبعث على الاعتقاد بأن الشرطة الجزائرية تصرفت كقوات الاحتلال الأمريكي في العراق، خاصة في سجن أبو غريب".