أمر قاضي التحقيق في محكمة غرداية بالجنوبالجزائري الأحد (الأول من كانون الأول/ ديسمبر 2013) بحبس تسعة أشخاص ووضع ثلاثة عشر تحت الرقابة القضائية في المواجهات المذهبية التي شهدتها المنطقة الأسبوع الماضي بين أمازيغ أباضيين وعرب سنة، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية. ووجه قاضي التحقيق لهؤلاء تهمة "التجمهر المسلح وتحطيم وحرق ومحاولة سرقة ممتلكات عمومية وخاصة والاعتداء على عناصر شرطة أثناء أداء مهامهم" بحسب الوكالة الرسمية نقلاً عن مديرية أمن غرداية (600 كلم جنوبالجزائر). كما وجه القاضي استدعاء مباشراً للحضور في يوم المحكمة ل 110 متهمين من بين 150 تم توقيفهم اثر أحداث عنف وقعت بعد مباراة في كرة القدم بين فريقين محليين في منطقة القرارة (120 كلم شمال شرق غرداية). وأكدت مديرية امن ولاية غرداية أن "التوقيفات التي قام بها عناصر الشرطة لإعادة الأمن جرت وفق قوانين الجمهورية ومع احترام حقوق الإنسان". وكانت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان قد أدانت السبت "انحياز" الشرطة "لطرف ضد طرف آخر لدرجة تشجيع جزائريين للاعتداء على جزائريين آخرين (...) مع توفير الحماية اللازمة للمعتدي (...) عوض حماية الأشخاص وممتلكات كل الجزائريين". واعتقلت الشرطة الأسبوع الماضي حوالي 150 شخصاً اثر أحداث عنف وقعت بعد مباراة في كرة القدم بين فريقين محليين في منطقة القرارة. وقام عشرات الشباب من مناصري الفريقين ب"أعمال تخريب وتحطيم وسرقة وإحراق محلات تجارية وسيارات لخواص ومرافق عمومية عبر أحياء المدينة"، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الجزائرية. ونفى وزير الداخلية الطيب بلعيز الخميس "حصول أي تقصير أو إهمال في استتباب الأمن بعد أحداث العنف والشغب التي وقعت بمدينة القرارة". وأكد بلعيز في تصريح نقلته وكالة الأنباء الجزائرية أن "الأمور عادت إلى طبيعتها بفضل رجال الأمن وعقلاء المدينة والسلطات المحلية للقرارة". وكانت صحيفة الخبر قد ذكرت السبت استناداً إلى مصادر قضائية وأمنية في غرداية أن تحقيقات تجري حول "تعامل وحدات مكافحة الشغب أثناء فض المواجهات". كما يتم استجواب الموقوفين حول "التجاوزات" التي تحدثت عنها منظمة حقوق الإنسان. ويقطن غرداية طائفتا الشعانبيون العرب السنة والأباضيون الأمازيغ وتنشب بينهما نزاعات متكررة كان أعنفها في آيار/ مايو 2008 وأسفر عن مقتل شخصين. وفي تشرين الأول/ أكتوبر أُصيب ستة أفراد من الشرطة وأوقف أربعة أشخاص خلال مواجهات مذهبية بين الطائفتين. وفي آيار/ مايو أُصيب عدة أشخاص بجروح بسبب نزاع حول "ملكية مقبرة". وينتمي الشعانبيون العرب للمذهب المالكي السني وهو المذهب الرسمي للدولة الجزائرية، بينما ينتمي الميزابيون الأمازيغ إلى المذهب الأباضي، الذي ينتشر بالإضافة إلى الجزائر في سلطنة عمان.