عبرت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان، اول امس السبت، عن إدانتها ل"انحياز" الشرطة للعرب السنة ضد الامازيغ الاباضيين خلال المواجهات التي وقعت بين الطرفين الاسبوع الماضي.. وجاء في بلاغ الارابطة إدانتها انحياز الشرطة الجزائرية "لطرف ضد طرف آخر لدرجة تشجيع جزائريين للاعتداء على جزائريين آخرين (...) مع توفير الحماية اللازمة للمعتدي (...) عوض حماية الاشخاص وممتلكات كل الجزائريين"..
إلى ذلك أمر قاضي التحقيق في محكمة غرداية بالجنوبالجزائري امس الاحد بحبس تسعة اشخاص ووضع ثلاثة عشر تحت الرقابة القضائية، وذلك على خلفية المواجهات المذهبية التي شهدتها المنطقة الاسبوع الماضي بين امازيغ اباضيين وعرب سنة، بحسب ما نشرته وكالة الانباء الجزائرية الاحد.
ووجه قاضي التحقيق لهؤلاء تهمة "التجمهر المسلح وتحطيم وحرق ومحاولة سرقة ممتلكات عمومية وخاصة والاعتداء على عناصر شرطة اثناء اداء مهامهم" بحسب الوكالة الرسيمة نقلا عن مديرية امن غرداية (600 كلم جنوبالجزائر).
كما وجه القاضي استدعاء مباشرا للحضور في يوم المحكمة ل110 متهمين من بين 150 تم توقيفهم اثر احداث عنف وقعت بعد مباراة في كرة القدم بين فريقين محليين في منطقة القرارة (120 كلم شمال شرق غرداية).
وأكدت مديرية امن ولاية غرداية ان "التوقيفات التي قام بها عناصر الشرطة لإعادة الامن جرت وفق قوانين الجمهورية ومع احترام حقوق الانسان".
واعتقلت الشرطة الاسبوع الماضي حوالي 150 شخصا اثر احداث عنف وقعت بعد مباراة في كرة القدم بين فريقين محليين في منطقة القرارة (120 كلم شمال شرق غرداية).
وقام عشرات الشباب من مناصري الفريقين ب"اعمال تخريب وتحطيم وسرقة وإحراق محلات تجارية وسيارات لخواص ومرافق عمومية عبر احياء المدينة" بحسب ما افادت وكالة الانباء الجزائرية.
ونفى وزير الداخلية الطيب بلعيز الخميس "حصول اي تقصير او اهمال في استتباب الامن بعد أحداث العنف والشغب التي وقعت بمدينة القرارة".
واكد بلعيز ان "الامور عادت إلى طبيعتها بفضل رجال الأمن وعقلاء المدينة والسلطات المحلية للقرارة".
وذكرت صحيفة الخبر السبت استنادا الى مصادر قضائية وأمنية في غرداية ان تحقيقات تجري حول "تعامل وحدات مكافحة الشغب اثناء فض المواجهات".
كما يتم استجواب الموقوفين حول "التجاوزات" التي تحدثت عنها منظمة حقوق الانسان.
ويقطن غرداية (600 كلم جنوبالجزائر) طائفتا الشعانبيون العرب السنة والاباضيون الامازيغ وتنشب بينهما نزاعات متكررة كان اعنفها في مايو 2008 واسفر عن مقتل شخصين.
وفي اكتوبر اصيب ستة افراد من الشرطة وأوقف اربعة اشخاص خلال مواجهات مذهبية بين الطائفتين. وفي مايو اصيب عدة اشخاص بجروح بسبب نزاع حول "ملكية مقبرة".
وينتمي الشعانبيون العرب للمذهب المالكي السني وهو المذهب الرسمي للدولة الجزائرية بينما ينتمي الميزابيون الامازيغ الى المذهب الاباضي، الذي ينتشر بالاضافة الى الجزائر في سلطنة عمان.