تواصت السبت الانتقادات الموجهة لقوات الأمن الجزائرية على "انحيازها" في مواجهات طائفية وقعت الاسبوع الماضي بين امازيغ ميزابيين اباضيين وعرب سنة أدت الى توقيف 150 شخصا. واعتقلت الشرطة الاسبوع الماضي حوالي 150 شخصا اثر احداث عنف وقعت بعد مباراة في كرة القدم بين فريقين محليين في منطقة القرارة (120 كلم شمال شرق غرداية). وقام عشرات الشباب من مناصري الفريقين ب"اعمال تخريب وتحطيم وسرقة وإحراق محلات تجارية وسيارات لخواص ومرافق عمومية عبر احياء المدينة" بحسب ما افادت وكالة الانباء الجزائرية. ودانت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان بالجزائر السبت "انحياز" الشرطة في المواجهات التي شهدتها منطقة غرداية بالجنوبالجزائري. واكدت الرابطة وهي منظمة غير حكومية في بيان ان "قوات الشرطة انحازت لطرف ضد طرف آخر لدرجة تشجيع جزائريين للاعتداء على جزائريين آخرين (...) مع توفير الحماية اللازمة للمعتدي (...) عوض حماية الاشخاص وممتلكات كل الجزائريين". واضافت الرابطة ان "استهداف الميزابيين بالاعتقال في الوقت الذي سجلت فيه اكبر الخسائر المادية في ممتلكاتهم والممتلكات العامة يبين ان المنهج المتبع مؤسس على وصم مجموعة مواطنين بالعار واذكاء العداء ضدهم في سياسة تهدد بالتراجع عن التلاحم الاجتماعي في الجزائر". وذكرت صحيفة الخبر السبت استنادا الى مصادر قضائية وامنية في غرداية ان تحقيقات تجري حول "تعامل وحدات مكافحة الشغب اثناء فض المواجهات". كما يتم استجواب الموقوفين حول "التجاوزات" التي تحدثت عنها منظمة حقوق الانسان. ونفى وزير الداخلية الطيب بلعيز الخميس "حصول اي تقصير اواهمال في إستتباب الامن بعد أحداث العنف والشغب التي وقعت بمدينة القرارة". واكد بلعيز في تصريح نقلته وكالة الانباء الجزائرية ان "الامور عادت إلى طبيعتها بفضل رجال الأمن وعقلاء المدينة والسلطات المحلية للقرارة". وتقطن غرداية (600 كلم جنوبالجزائر) طائفتا الشعانبيون العرب السنة والاباضيون الامازيغ وتنشب بينهما نزاعات متكررة كان اعنفها في ايار/ مايو 2008 واسفر عن مقتل شخصين. وفي تشرين الاول/اكتوبر اصيب ستة افراد من الشرطة واوقف اربعة اشخاص خلال مواجهات مذهبية بين الطائفتين. وفي ايار/مايو اصيب عدة اشخاص بجروح بسبب نزاع حول "ملكية مقبرة". وينتمي الشعانبيون العرب للمذهب المالكي السني وهو المذهب الرسمي للدولة الجزائرية بينما ينتمي الميزابيون الامازيغ الى المذهب الاباضي، الذي ينتشر بالاضافة الى الجزائر في سلطنة عمان.