"حياة البذخ في المغرب لم تعد في متناول كل المتقاعدين " هكذا عنونت الجريدة الالكترونية الفرنسية "لوبوان" مقالها الذي تتحدث فيه عن غلاء المعيشة في عدد من المدن المغربية استنادا على تقرير "ميرسير 2014" الصادر في يوليوز الماضي. وكتبت المجلة أن حلم السكن مع العائلة في رياض من رياضات مراكش للاستفادة من الشمس أصبح صعب المنال، وعلى المتوجه إلى هناك أن يفكر أكثر من مرة لاتخاذ قرار مثل هذا، مرجعة السبب إلى ارتفاع مستوى المعيشة في مدينة الدارالبيضاء أكثر من مدن عالمية أخرى كبوسطن ودالاس في الولاياتالمتحدة، وكوالالمبور في ماليزيا، وهو الامر الذي أبرزته الدراسة السنوية للمدن الأكثر غلاء ، والذي احتلت فيه الدارالبيضاء المرتبة 107 مسجلا قفزة ب 18 درجة مقارنة مع تصنيف العام السابق، كما تقدمت الرباط ب7 درجات حيث احتلت هذا العام المرتبة 163 متقدمة على مدينة جوهانسبورغ.
وذكرت المجلة أن التقرير يعتمد في تصنيفه للمدن على أسعار السكن والمواصلات والطعام والملابس والسلع المنزلية والترفيه وهي ابرز الأشياء التي تغري الفرنسيين للاستقرار في المغرب مضيفة أنه لم يعد " جنة العقار" كما كان، حيث يتراوح ثمن اكتراء شقة ذات 100 متر مربع في الدارالبيضاء ما بين 670 و 800 أورو، ولابد من إضافة 135 و 180 أورو كمستحقات الأفرشة في المدن السياحية كمراكش واكادير. وقالت المجلة أن النظام الصحي في المغرب ورغم توفره يعاني من مشاكل عدة، مما سيدفع الفرنسيين إلى الانخراط في التامين الصحي التكميلي الذي تخصصه فرنسا لرعاياها في المغرب بمقابل مادي مهم. أما التعليم فيمكن أن يدرس الفرنسي في البعثات الفرنسية بدون مقابل لكن الدراسات العليا في الجامعات العالمية أو المعاهد الخاصة تكلف مبالغ طائلة، وقدرت الجريدة المبلغ ب2000 و2500 أورو للسنة الواحدة وللفرد الواحد وأحيانا للسنة الأولى حيث تزيد المصاريف كلما ازدادت سنوات الدراسة، فضلا عن مبلغ 1520 أورو كرسوم للتسجيل. وتحدثت المجلة عن المزايا الضريبية التي قد يستفيد منها الفرنسيين في المغرب، وهي الاستفادة من تخفيض الضريبة على الدخل بحوالي 40 في المائة، في حين يستفيد المتقاعدون من 80 في المائة من التخفيض.