نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أمس السبت، نشاطا احتفاليا تخليدا لمرور 75 سنة على الزيارة التاريخية للراحل محمد الخامس لمدينة طنجة في 09 أبريل 1947، والتي وسميت بعدة مسميات كزيارة الوحدة، وزيارة التحدي للرؤوس الاستعمارية المتعددة. وبهذه المناسبة نظم مهرجان خطابي بحدائق المندوبية بساحة " 9 أبريل " التاريخية، حضره، كلا من مصطفى الكثيري، ووالي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة محمد مهيدية، وعامل إقليم الفحص-أنجرة عبد الخالق المرزوقي وممثلي السلطات العسكرية والأمنية والقضائية، لتسليط الضوء على سياق ودلالات هذه الزيارة التاريخية، وانطلقت من المنطقة السلطانية لتكسر الحدود الوهمية التي أقامها المستعمر مع المنطقة الخليفية ومنطقة الحكم الدولي بطنجة. وتحدث مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير عن مسار هذه الرحلة السلطانية ، معتبرا أنها شكلت تحولا نوعيا وحدثا متعدد الدلالات ومتكامل المقاصد هيأ له الراحل محمد الخامس بكل حنكة وتبصر وبعد نظر، في أفق التأسيس لأسلوب تعامل جديد من سلطات الإقامة العامة للحماية الفرنسية ومحطة مفصلية على درب الكفاح الوطني للعرش والشعب من أجل الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية والوحدة الترابية. واستحضر مصطفى الكثيري في كلمته، مجموعة من المحطات التاريخية، معتبرا أنها السبيل لفهم جدوى ودلالات هذه الرحلة التاريخية، محطات جابه فيها السلطان محمد بن يوسف وزعماء الحركة الوطنية المستعمر بالحجة والبرهان، من خلال دحض ورفض مزاعمه وادعاءاته أمام المنتظم الدولي، معتبرا أن الزيارة الملكية لمحمد الخامس سنة 1947 قد كشفت الوجه الحقيقي للمستعمر الفرنسي وجسدت في الوقت نفسه أروع صور الوفاء والالتزام بين العرش العلوي المنيف والشعب المغربي الأبي في الدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية والمقومات التاريخية والحضارية. وأوضح الكثيري، أن اختيار مدينة طنجة لهذه الزيارة جاء للتأكيد على شمول نفوذ الملك الراحل محمد الخامس على طنجة بالرغم من خضوعها لنظام الحكم الدولي، بخطاب مفتوح للعالم الخارجي لتذكير الجميع بتشبثه بالوحدة الترابية. مستشهدا بقول الملك الراحل عن طنجة "وآن أن نزور عاصمة طنجة التي نعدها من المغرب بمثابة التاج من المفرق فهي باب تجارته ومحور سياسته وعنوان محاسنه الوهاجة وفي صفحات مجده أجمل ديباجة. والتأم الحاضرون في هذا اللقاء بوقفة استحضار بساحة 9 أبريل، ووُضعت باقة من الزهور عند اللوحة التذكارية المخلدة لخطاب طنجة التاريخي، كما تم بالمناسبة، تسليم 3 أوسمة ملكية للمنعم عليهم من قدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير، وتكريم 9 من أعضاء أسرة المقاومة، وتقديم إعانات مادية وتعويضات ل 24 من ذوي حقوقهم.