خلدت أسرة المقاومة وجيش التحرير بمدينة طنجة اليوم السبت الذكرى ال 64 لزيارة المغفور له جلالة الملك محمد الخامس لشمال المغرب ولخطابه التاريخي يوم 9 أبريل 1947 بمدينة طنجة، والذي أعلن جلالته من خلاله عن إرادة الأمة جمعاء في استرجاع استقلال البلاد. وقد جرت، بهذه المناسبة، مراسيم رفع العلم الوطني أمام النصب التذكاري المخلد لهذه الزيارة التاريخية، بحضور المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري، ووالي جهة طنجة تطوان محمد حصاد وعمدة مدينة طنجة فؤاد العماري، وممثلين عن السلطات المحلية والعسكرية والهيئة القضائية والمنتخبين. وأبرز المندوب السامي، في كلمة، الدلالات العطرة لرحلة الوحدة لجلالة الملك محمد الخامس، والتي أصبحت مفخرة وطنية ومحطة تاريخية ستظل أبعادها ومعانيها الرمزية راسخة في قلوب الأجيال المقبلة، رحلة أبانت عن مواقف الإباء والشهامة وجسدت صور التضحية والالتزام والوفاء والتلاحم الوثيق بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي الأبي. وأشار السيد الكثيري إلى أن المغفور له محمد الخامس اختار مدينة طنجة، الدولية آنذاك، ليعلن للعالم قاطبة تمسك المغرب بحريته واستقلاله ووحدته الترابية، ووفائه لقيمه الدينية وانتمائه لمحيطه العربي الإسلامي، معتبرا أن هذه الزيارة "شكلت منعطفا حاسما في مسيرة النضال الوطني في سبيل الحرية والوحدة، لكونها جاءت في ظرف دقيق كان فيه المجتمع الدولي يسعى لتحرير الشعوب وتمكينها من تقرير مصيرها". وأضاف في السياق ذاته أن "جلالة الملك محمد الخامس أسمع صوت المغرب المتطلع للحرية والاستقلال والمطالب بوضع حد لنهاية عهد الحجر الحماية، بالرغم من محاولات المستعمر لإفشال رحلة جلالته بارتكابه مذبحة في الدارالبيضاء، راح ضحيتها المئات يومين قبل هذه الزيارة التاريخية". وذكر السيد الكثيري بأن الزيارة أربكت حسابات المستعمر ومخططاته، إذ احتشدت جماهير المواطنين المغاربة على طريق القطار الملكي المنطلق من الرباط نحو طنجة، عبر مدن سوق أربعاء الغرب ثم القصر الكبير فأصيلة، في صورة تؤكد التلاحم المتين والأواصر القوية بين العرش العلوي والشعب المغربي. واعتبر المندوب السامي أن زيارة ملك المغرب، رفقة وريث سره آنذاك الأمير مولاي الحسن وشقيقه الأمير مولاي عبد الله وشقيقته الأميرة للا عائشة، كان لها انعكاس إيجابي على القضية الوطنية على المستويين القاري والدولي، وجعلت الحواجز المصطنعة بين مختلف مناطق المغرب آيلة للسقوط طالما أن المغرب متمسك بوحدته الترابية. من جهة أخرى، أكد السيد الكثيري على أن أسرة المقاومة متمسكة بمغربية الصحراء، وتجندها وراء جلالة الملك محمد السادس في الدفاع عن القضية الوطنية، مشيدا باسم المقاومين بمضمون الخطاب الملكي السامي في تاسع مارس، الذي أعلن خلاله جلالته عن جيل جديد من الإصلاحات الدستورية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. وحفاظا على ذاكرة المقاومة المغربية، أبرز السيد الكتيري أن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير عملت على إحداث 82 فضاء متحفيا بمختلف جهات المغرب، لتخليد مفاخر النضال الوطني، فضلا عن سلسلة من الندوات واللقاءات حول المحطات المضيئة من تاريخ المغرب. كما تعمل المندوبية السامية، التي احتفت بهذه المناسبة بثلة من أعضاء المقاومة وجيش التحرير، على تحسين الأوضاع الاجتماعية لأسرة قدماء المقاومين، مشيرا في هذا الصدد إلى تجديد اتفاقية التغطية الصحية لصالح المقاومين وذوي حقوقهم. وفي ختام الحفل، رفع الحاضرون أكف الضراعة بالدعاء بالرحمة والمغفرة على روحي فقيدي الأمة جلالة الملك محمد الخامس وباني المغرب الحديث المغفور له الحسن الثاني، وأن يسكنهم الله فسيح جنانه، وبالنصر والتمكين لسليل الدوحة النبوية جلالة الملك محمد السادس ولسائر أفراد الأسرة العلوية المجيدة.