في أول اتصال رسمي بين البلدين على هذا المستوى بعد فتح الأردن لقنصلية في مدينة العيون، شهر مارس الماضي، تلقى وزير خارجية الجزائر الجديد، رمطان لعمامرة، اتصالا من نظيره الأردني، أيمن الصفدي. ونشر لعمامرة عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" فحوى المكالمة، التي جمعته مع الصفدي، مشيرا إلى أن الطرفين أكدا خلال الاتصال "حرصهما على" تقوية العمل سويا للارتقاء بالعلاقات الثنائية الأخوية، و"تعزيز التشاور حول الأوضاع في المنطقة العربية". وكانت الجزائر قد هاجمت الأردن، بعد افتتاح قنصليتها في العيون بحضور الصفدي، ووصفت هذه الخطوة من الأردن، وعدة دول إفريقية بالمخالفة للقانون الدولي، الذي يعتبر الإقليم "منطقة خاضعة للجنة تصفية الاستعمار في الأممالمتحدة"، لتدخل العلاقات بين البلدين بعد هذه التصريحات فيما يشبه أزمة غير معلنة. وجاءت المكالمة بين لعمامرة، والصفدي بعد أن التقى الوزير الجزائري "نظيره" الانفصالي، محمد سالم ولد السالك، خلال زيارته للعاصمة الجزائر، حيث جدد لعمامرة دعمه للجبهة الانفصالية "في تقرير المصير والاستقلال". يذكر أن الجارة الشرقية الجزائر أجرت تعديلا وزاريا ضيقا، خلال الأسبوع الماضي، كان من أبرز سماته عودة رمطان لعمامرة إلى وزارة الخارجية، بعدما كان قد تولى هذا المنصب عام 2013، وراكم بعده تجارب في الاتحاد الإفريقي، والأممالمتحدة. ويرى مراقبون أن الجارة الشرقية الجزائر أعادت لعمامرة إلى المسؤولية الحكومية، لمحاولة تدارك ما راكمته من فشل في دعم انفصاليي "البوليساريو"، مستعينة بالعمامرة، الذي عرف بعلاقاته الواسعة إفريقيا، ودوليا، حيث كان يعد من كبار مستشاري الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، وكاد أن يعينه هذا الأخير، قبل أشهر قليلة، مبعوثا أمميا إلى ليبيا، لولا تدخل بعض الأطراف الدولية.