كما كان متوقعا، وضع رمطان العمامرة، وزير الخارجية الجزائري الجديد، قضية الصحراء المغربية في أولى أولياته في اليوم الأول من عودته إلى تولي الحقيبة الوزارية. وقال لعمامرة، أمس الخميس، خلال مراسيم توليه لمنصبه خلفا لصبري بوقادوم، بعد تعديل وزاري، كان أبرز وجوهه: إن "النزاعات الموجودة، أعني الصحراء الغربية والأزمة الليبية تؤثر على الانطلاقة نحو الاندماج والوحدة المنشودة"، في حجيته على توجهات بلاده المستقبلية في سياستها الإقليمية. وعربيا، قال لعمامرة إن بلاده تتطلع إلى قمة عربية ناجحة في المستقبل القريب، مبرزا أن مبادرة السلام العربية هي المخرج من الأزمة في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، وأضاف: "نحن على أتم الاستعداد لتجسيد أواصر الأخوة مع كل الدول العربية الشقيقة، ونتطلع إلى قمة عربية ناجحة في المستقبل القريب". وأوضح لعمامرة أن "القضية الفلسطينية المقدسة هي الإسمنت لتضامن الشعوب والدول العربية. الجزائر تتشبث كل التشبث بروح مبادرة السلام العربية، وتعتقد أنه على اختلاف موقف بعض الدول مما يجب العمل به لنصرة القضية الفلسطينية، هناك مجال أرحب لجمع الشمل بالتشبث بروح هذه المبادرة، التي كانت فعلا إنجازا رائعا للتضامن العربي، وروح المسؤولية تجاه السلام".
يذكر أنه بعد أسبوع من تكليف الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، وزير المالية في الحكومة السابقة، أيمن بن عبد الرحمن، بتشكيل حكومة جديدة، أعلنت الجارة الشرقية عن الفريق الحكومي الجديد، معيدة وجوها قديمة، شغلت مناصب مهمة في عهد الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، خصوصا رمطان العمامرة، الذي كان قد شغل منصب وزير الخارجية، عام 2013، وأعيد في التعديل الحكومي، إلى شغل هذا المنصب، ما يرى فيه مراقبون رسالة كبيرة إلى المغرب، مفادها أن الجزائر تقر بفشل الوزير السابق في الخارجية، صبري بوقادوم، في تنفيذ "الأجندة العدائية"، واستعانتها بالعمامرة من جديد، لتوظيف ما راكمه من علاقات في تجربته بالأمم المتحدة، من أجل توظيفها ضد المغرب، خلال المرحلة المقبلة.