بعد محاولات الجزائر، الدفع بوزيرها في الخارجية الأسبق رمطان لعمارة، لشغل منصب الوسيط الأممي في ليبيا، جاء الخبر اليوم بتعيين غوتيريش، لوجه جديد في المنصب خلفا لغسان سلامة المستقيل. فبعد نحو 10 أيام من فراغ المنصب الأممي للدعم في ليبيا، أعلن أمين عام الأممالمتحدة، أنطونيو غوتيريش تعيين الأمريكية ستيفاني توركو ويليامز، ممثلة خاصة له بالنيابة، ورئيسة بعثة المنظمة الأممية في ليبيا. وقال بيان أصدره ستيفان دوغريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، إن "ويليامز ستعمل كممثلة خاصة في ليبيا إلى أن يتم تعيين خليفة للبناني غسان سلامة" الذي تقدم باستقالته من منصبه الأسبوع الماضي لأسباب صحية. وكانت الجزائر قد نزلت بثقلها من أجل تولي وزير الخارجية الجزائري الأسبق، رمطان العمامرة، منصب مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا خلفاً للبناني غسان سلامة. كما سربت الجزائر خبر قرب تعيين العمامرة في المنصب لبعض وسائل الإعلام، مدبجة هذا التسريب بكون لعمامرة، هو دبلوماسي مخضرم عُيِّن سفيراً مرات عدة، وتولّى منصب وزير الخارجية من 2013 ولغاية 2017، وأنه كان وسيطاً في عديد من النزاعات الإفريقية، لا سيما في ليبيريا، تحت رعاية الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي. ويعد العمامرة من الوجوه السياسية المغضوب عليها في الشارع الجزائري، حيث سعى النظام في بداية الحراك للدفع به مجددا نحو المشهد السياسي، وتم تعيينه في منصب وزير الخارجية، وكذا منصب نائب الرئيس، وهو المنصب الذي تم إحداثه لأول مرة، لكن هذا التعيين لم يعمر طويلا. فمباشرة بعد 20 يوما فقط على إعادة إحيائه، قرّرت رئاسة الجمهورية التخلي عن خدمات رمطان لعمامرة، وإبعاده من المشهد السياسي. ولم يُعمر الدبلوماسي الأسبق في منصبيه سوى 20 يومًا بعدما جاءت قائمة أعضاء الحكومة الجديدة، المعلن عنها الأحد 31 مارس خالية من إسمه بشكل مثير للتساؤلات، حول مغزى إستحداث منصب جديد لأجله بموجب مرسوم رئاسي ليغادر بعدها، وفق مانقله موقع كل شيء عن الجزائر. وتعرض لعمامرة لتسونامي جارف من الإنتقادات من طرف الجزائريين، على إثر سفرياته إلى كبرى العواصم كموسكو وألمانيا وجنيف، في عز الإنتفاضة الشعبية التي تشهدها البلاد. واتهم متظاهرون الوزير الأسبق، بالإستقواء بالخارج، والتسويق لأطروحة النظام السياسي المرتكزة على عقد ندوة وفاق وطني تتوج بتعديل دستور وتنظيم إنتخابات رئاسية، بدل الإلتفاف حول مطالب الشعب الداعية لرحيل النظام. كما يعد لعمامرة من أكثر الأسماء الجزائرية حقدا على المغرب، حيث كان يعد من صقور تكريس عقيدة العداء بين الشعبين المغربي والجزائري، ولعب أدوارا خبيثة في الأوساط الإفريقية ضد المغرب. ويرى مراقبون، أن الإستعانة برمطان لعمامرة، وتكليفه بتلك المهمة، يحمل قراءتين، إما أنه جرى تعينه بغرض وضعه في الواجهة تمهيدًا لخلافة بوتفليقة لرئاسة الجزائر، بعدما تم تداول إسمه بقوة في الصالونات السياسية عقب تعينه مستشارًا دبلوماسيا للرئيس بوتفليقة بتاريخ 14 فيفري الماضي. وإما بغرض قطع الطريق أمام من يدعم ترشيحه. ويُعد لعمامرة (66 سنة) منذ يونيو 2018 عضوًا في مجلس إدارة المنظمة الدولية غير الحكومية "كريسيس غروب" التي يوجد مقرها ببروكسل. وفي سبتمبر 2017، عين عضوا في اللجنة الاستشارية العليا لمنظمة الأممالمتحدة المكلفة بالوساطة الدولية. كما شغل لعمامرة منصب وزير الشؤون الخارجية من 2013 إلى 2015 ثم وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي من 2015 إلى 2017. و شغل لعمامرة أيضا منصب مفوض للسلم و الأمن للاتحاد الإفريقي (2008-2013) وأمينا عاما بوزارة الشؤون الخارجية (2005-2007). كما تقلد لعمامرة منصب سفير بعدة بلدان على غرار الولاياتالمتحدةالأمريكية و جيبوتي و أثيوبيا.