لا زالت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، تدافع عن انسحابها من تحالف "الرسالة" الثلاثي، الذي كان يجمع حزبها بحزبي المؤتمر الوطني الاتحادي، والطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وتعرقل خطوات اندماجها. وقالت منيب، أمس، في حوار في الإذاعة الوطنية، إن النقاش مع مكونات الفيدرالية "لم يصل مداه" في عدد من القضايا، في ظل وجود خلافات، بين من يرى أنه آن الأوان للاندماج مع الأحزاب الأخرى، وطرح يقول إنه لا يمكن التوجه نحو اندماج عددي دون نقاش في كل ما هو فكري وهوياتي وتقوية الثقة ووعي بالتحديات الكبرى والتحولات التي يعيشها المغرب، و"المسألة ليست في الزربة". وأرجعت منيب الخلافات مع مكونات الفيدرالية، حول تفاصيل لجان جهوية، كانت قد كلفت بالبت في الترشيحات الموحدة للأحزاب الثلاثة، وقالت إنه تم تهميش شخصيات في حزبها خصوصا في جهة مكناسفاس، ووضع فيتو عليها، وطلبت مهلة من الأمناء العامين للأحزاب من أجل حل المشاكل في حزبها. مقابل انسحاب منيب من التحالف الثلاثي، قرر حزبا المؤتمر الوطني الاتحادي، والطليعة الديمقراطي الاشتراكي، المضي قدما في التحضير للمؤتمر الاندماجي بالموازاة مع التحضير للانتخابات. واجتمع المكتب السياسي لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، والكتابة الوطنية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بحضور الأمينين العامين، لتدارس آفاق العمل المشترك، بعد القرار، الذي اتخذته الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب، ومكتبها السياسي بسحب توقيعها من التصريح المشترك بالتحالف الانتخابي بين الأحزاب الثلاثة، الذي تم وضعه من قبل، ما يعني ضمنيا، وعمليا الانسحاب من فيدرالية اليسار الديمقراطي، وهيآتها الوطنية، والمحلية. وعبر الحزبان الباقيان في فيدرالية اليسار الديمقراطي عن أسفهما لقرار سحب منيب لتوقيعها، معتبرين أنه "مثل بالفعل انقلابا على القانون الأساسي، والورقة التنظيمية لفيدرالية اليسار الديمقراطي في لحظة حرجة، وبمبررات غير مقنعة". وأعلن المكونان عن عقد اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاندماجي في موعد يحدد لاحقا، كتنفيذ لتوصيات الهيأة التقريرية الأخيرة، مع إشراك كل المكونات اليسارية، والتقدمية، والانفتاح على كل النشطاء في الحقول المختلفة، الذين يتقاطعون مع مشروع الفيدرالية بالموازاة مع التحضير للانتخابات، وإصدار بطاقة الانتماء إلى الفيدرالية، تخص جميع المقتنعين بمشروعها، متشبثين بخوض معركة الانتخابات باسم تحالف فيدرالية اليسار، ورمزه الرسالة. وكانت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد قد خرجت، في وقت سابق، للدفاع عن نفسها، بعد الانتقادات الشديدة، التي وجهت إليها من طرف قيادات في الحزب، بسبب تشبثها بسحب التصريح المشترك مع مكونات لتحالف فيدرالية اليسار الديمقراطي للانتخابات المقبلة. وفي الوقت الذي تشدد منيب على أن قرار الانسحاب من الفيدرالية ليس قرارا شخصيا، مؤكدة أنه تم اتخاذه بعد المناقشة مع المكتب السياسي، كما أن قانون حزبها يسمح للمكتب السياسي باتخاذ مثل هذه القرارات، قال مصطفى الشناوي، النائب عن الفيدرالية وعضو المجلس الوطني لحزبها، إن هذا القرار كان يفترض أن يتم اتخاذه في المؤتمر الوطني، أو المجلس الوطني.