لأول مرة منذ توليه لمنصبه، حل رئيس الوزراء لحكومة الوحدة الوطنية الليبي، عبد الحميد دبيبة، في المغرب، اليوم الأحد، حاملا عددا من المطالب للحكومة المغربية، على رأسها تفعيل التزامات مشتركة مع ليبيا والدفع لاستعادة مهام الاتحاد المغاربي. وقال الدبيبة، في تصريح صحافي له بعد لقائه وزير الشؤون الخارجية والتعون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن بلاده تتشبث بضرورة تفعيل اتحاد المغرب العربي لتذليل الصعوبات التي تواجهها، مؤكدا أن تفعيل هذا الإطار الاقليمي سيساهم في وضع الاستراتيجيات للعلاقات في المنطقة. ودعا الدبيبة لتفعيل الاتفاقيات التي كان قد اتفق عليها بوريطة مع نظيرته الليبية نجلاء المنقوش التي كانت قد زارت الرباط قبل أيام قليلة، وقال إن بلاده تشدد على ضرورة عقد اللجنة المشتركة الليبية المغربية التي تم الاتفاق على عقدها، والتي لم تلتئم منذ سنة 2009. كما طالب الدبيبة ، بضرورة عقد اللجنة القنصلية، بين البلدين، من أجل الاتفاق على منح التأشيرات بين البلدين، للراغبين في الدراسة والاقامة، لتستعيد الحركة بين البلدين وضعها الطبيعي. وتحدث الدبيبة عن العلاقات بين المغرب وليبيا، وقال أن "العلاقات الليبية المغربية ليست وليدة اللحظة، ولكنها راسخة متجدرة منذ القدم، و تؤكد عمق الترابط الأزلي بين شعبينا"، وأضاف الدبيبة أن "القيمة التاريخية أعطت للعلاقة بين البلدين دفعة لتعزيزها". واعتبر الدبيبة أن زيارته اليوم للرباط هي "تعبير على العرفان للملك والحكومة على الجهود لتوحيد مؤسيات الدولة واستقرار ليبيا سياسيا وأمنيا، وتأتي في أطار التواصل مع المملكة لتعزيز العلاقة الثنائية في جميع المجالات". وتأتي زيارة الدبيبة بعد أيام من مؤتمر برلين-2، الذي قرر المغرب عدم حضوره، تزامنا مع استمرار أزمته الدبلوماسية مع ألمانيا، مشددا على أن دوره لم يبدأ مع مؤتمر برلين ولن ينتهي معه، و في ظل سعي المغرب إلى تعزيز دوره في توفير بيئة مناسبة لليبيين، للتوصل إلى اتفاق، إذ استقبل، قبل أيام، رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، ووزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، ورئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، الذي حل في المغرب الأسبوع الجاري للمرة الثانية، خلال شهر واحد. وسبق لدبيبة، الذي يزور المغرب، اليوم، أن أعلن عزمه زيارة البلاد، أياما بعد توليه لمنصبه، وذلك خلال شهر فبراير الماضي، إلا أنه أجلها في آخر لحظة، بسبب "أولويات داخلية"، حسب قوله، لكنه اختار بعد ذلك زيارة دول أخرى من الجوار المغاربي، على رأس وفد وزاري. وكان المغرب قد احتضن 5 جولات من الحوار الليبي بين وفدي المجلس الأعلى للدولة، ومجلس النواب، وآنذاك، توصل الطرفان إلى اتفاق حول آلية تولي المناصب السيادية، واستئناف الجلسات لاستكمال الإجراءات اللازمة بشأن تفعيل الاتفاق، وتنفيذه. و يؤكد المغرب على أنه ليست له أجندة في ليبيا، ولا يملك تصورا محددا لحل الأزمة الليبية، ولكنه مستعد لمواكبة الليبيين للتوصل للاتفاق، الذي يرونه مناسبا، مشددا على أن المبادرة لحل الأزمة، التي يعيشها هذا البلد المغاربي لا يمكن أن تكون إلا ليبية.