وجّه عشرات المغاربة في تركيا نداء إلى الملك محمد السادس، من أجل التدخل العاجل لترحيلهم من الأراضي التركية إلى وطنهم الأم، بعد أن وجدوا أنفسهم عالقين، بسبب قرار السلطات المغربية تعليق رحلاتها، مؤقتا، مع تركيا، في إطار الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي السلالات الجديدة لفيروس كورونا. واطلع "اليوم24" على نداء مستعجل من لدن المغاربة العالقين في تركيا، يناشدون من خلاله الملك محمد السادس، قصد التدخل لإعادتهم إلى حضن المملكة، نتيجة تفاقم أوضاعهم الاقتصادية، والاجتماعية، ما بات يهدد بتشردهم في الشوارع، ما لم يتم التدخل قصد إرجاع الأمور إلى نصابها. وفي رسالة استعطاف موجهة إلى الملك محمد السادس، التمس المغاربة العالقون في الأراضي التركية، بسبب قرار تعليق الرحلات الجوية، والذين يفوق عددهم 200 شخص، ترتيب عودتهم إلى الوطن في أقرب وقت ممكن، مطالبين بتخصيص خطوط جوية استثنائية لنقلهم إلى المملكة على وجه السرعة، وإنقاذهم مما وصفوه ب"التهميش، واللامبالاة، والتشرد"، الذي بات يتهددهم. وأكد الموقعون على رسالة الاستعطاف أنهم "قد طرقوا جميع الأبواب، لكن من دون جدوى، ولم يجدوا بعد الله تعالى سوى باب الملك محمد السادس، الذي سينقذهم من هذه المحنة، وينصفهم من الحيف، والتجاهل لأوضاعهم في هذه الظروف الجوية، والصحية الصعبة، وذلك بعرض قضيتهم أمام الملك". وجاء في مضمون الرسالة الموجهة إلى الديوان الملكي: "نحن هنا عالقون في ظروف مناخية وصحية صعبة، حتى أن بعضنا ينام في الشوارع يفترش "الحدائق والكارطون" ويلتحف السماء، والمحظوظ فينا من وجد مكانا في "الميترو" إلى جانب العشرات من السوريين، الهاربين من ظروف الحرب بوطنهم، و حتى من كان فينا محظوظا بفعل التحويلات المالية من أسرهم، فإنه وبسبب الأزمة الاقتصادية فقد صارت أسرهم تشتكي من ذلك، وهو ما يهددهم بالتشرد بدورهم لو استمر الوضع، واستمر تجاهلنا هنا في تركيا". وأشارت الرسالة ذاتها إلى أنه "من بين المغاربة العالقين في تركيا من يعانون مشاكل صحية، في حين تعيش العشرات من الفتيات، والنساء شبه تشرد، وهو ما لا يشرفنا كمغاربة". ونبه المغاربة العالقون في تركيا إلى أنهم "حاولوا مرارا التواصل مع قنصلية المملكة في إسطنبول، وسفارة المملكة في أنقرة دون جدوى، لكن كل محاولاتنا هذه باءت بالفشل، والتجاهل، وفي بعض الأحيان بالإهانات من طرف بعض العناصر". وطالب المغاربة الموقعون على رسالة الاستعطاف بالقول: "لكل هذه الأسباب نلتمس منكم بكل تقدير، واحترام النظر في أوضاعنا المزرية، التي لا تشرف أحدا (شبان وشابات مشردين، وآخرين مهددين بالتشرد)، علاوة على فتح خط جوي استثنائي مستعجل لإجلائنا من تركيا نحو بلدنا، وأحضان أسرنا، ومجتمعنا".