معاناة متواصلة للمغاربة المقيمين في المهجر بفعل تداعيات الجائحة الوبائية التي اجتاحت العالم، إذ وجد مئات السياح المغاربة أنفسهم عالقين في بلدان الخارج، بعدما أعلنت الحكومة غلق الحدود حتى إشعار آخر، في إطار إجراءات حالة "الطوارئ الصحية". ويعيش السياح المغاربة في القارة الأوروبية أوضاعا متأزمة طوال الأسابيع الماضية، إذ تحولت الرحلات السياحية التي قاموا بها قبيل تفشي الوباء في جميع قارات العالم إلى جحيم لا يطاق، بسبب نفاد الأموال التي يحتاجونها من أجل التبضع اليومي واستئجار شقق الكراء. وتوصلت جريدة هسبريس الإلكترونية بنداء مستعجل من لدن المغاربة العالقين في ألمانيا، الأحد، يناشدون من خلاله الملك محمد السادس قصد التدخل لإعادتهم إلى حضن المملكة، نتيجة تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في "بلاد ميركل"، ما يهدد بتشردهم في الشوارع ما لم يتم التدخل قصد إرجاع الأمور إلى نصابها. ويورد نص النداء ما يلي: "نحن المغاربة العالقين بدولة ألمانيا، نلتمس من السلطات المغربية، وعلى رأسها الملك محمد السادس، الإسراع بنقلنا إلى بلدنا المغرب، فنحن نعيش ظروفا صعبة للغاية بعدما نفد منا الزاد والمال". ويتابع نداء مغاربة ألمانيا، أنهم اقتربوا من أن يصبحوا مشردين بعدما جاؤوا إلى "البلاد الجرمانية" قصد قضاء عطلة سياحية، لافتا أيضا إلى الخطر الوبائي المحدق بهم، وما نتج عنه من وضع نفسي قلق تعيشه أسرهم داخل المغرب. وتزداد وضعية المغاربة العالقين في آسيا وأوروبا تعقيدا مع فرض حالة الطوارئ في جلّ البلدان بالقارتين، تفاديا لانتشار فيروس "كوفيد-19"، إذ مازال مئات منهم يترقبون بحذر الإجراءات التي ستتخذها وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بشأن قرار العودة إلى المملكة. وقررت المملكة تعليق جميع الرحلات الجوية والنقل البحري للمسافرين من وإلى ترابها حتى إشعار آخر، وفق بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية، في إطار تتبع تطور وباء "فيروس كورونا" العالمي. يذكر أن جريدة هسبريس تتوصل، يوميا، برسائل من قبل العديد من المغاربة العالقين في الخارج، لنقل معاناتهم ومحنهم اليومية إلى المسؤولين المغاربة؛ لكن لا يوجد، إلى حدود اليوم، أي قرار رسمي لإعادتهم إلى بلادهم.