لا يزال عشرات المغاربة العالقين في القارات الخمس يترقبون قرار المملكة المغربية من أجل إرجاعهم إلى أرض الوطن، بعد إغلاق العالم لحدوده وفرض حالة الطوارئ تفادياً لانتشار فيروس "كوفيد-19". ويترقب عشرات المغاربة، خصوصاً الذين يوجدون في وضعية صعبة وتقطعت بهم السبل، قرار العودة إلى المملكة المغربية، على الرغم من أن الأمر يبدو معقداً ويزدادُ تعقيداً مع استمرار تفشي وباء "كورونا" في مختلف مناطق العالم، في وقت تبذل فيه سفارات وقنصليات المملكة مجهودات متواصلة للتكفل بالسياح المغاربة العالقين في مختلف الدول. وتتوصل جريدة هسبريس برسائل من قبل العديد من المغاربة العالقين في الخارج، لنقل معاناتهم ومحنهم اليومية إلى المسؤولين المغاربة؛ لكن لا يوجد، إلى حدود اليوم، يوجد أي قرار رسمي. خولة مفتاح شابة مغربية تنحدر من مدينة مراكش وتعيش في المالديف لمدة ثلاث سنوات؛ لكن حظها كان سيئاً، فبعدما قدمت استقالتها من العمل وقررت العودة إلى المغرب تفاجأت بقرار إغلاق الحدود في وجهها. تقول خولة، في تصريح لهسبريس: "قدمت استقالتي من العمل، وقررت العودة إلى المغرب؛ لكنني عالقة اليوم هنا في المالديف بعد قرار المملكة توقيف جميع الرحلات"، مشيرة إلى أن هذا الوضع يشمل 9 مغاربة أيضا تقطعت بهم السبل في المالديف. وأضافت المتحدثة أن "السفارة المغربية تقوم بدورها؛ لكنهم بدورهم ينتظرون قرار الرباط"، وكشفت أنه يوجد حوالي 40 مغربيا عالقا بالهند وسريلانكا، ضمنهم من فرض عليهم الحجر الصحي. وتأمل خولة أن تعود إلى وطنها، تقول: "بغينا رجعو غير نشوفو واليدينا، وهاذي هي رسالتي لجلالة الملك محمد السادس يشوف من حالنا ويرسل لينا شي طائرة". أما الشاب المغربي أنس، فوجد نفسه عالقاً داخل مطار بانكوك بالتايلاند، وخلال رحلة عودته إلى المغرب عبر التايلاند وقطر، تفاجأ بقرار المملكة تعليق جميع الرحلات، ليظل عالقاً داخل المطار إلى حدود اليوم. وأوضح أنس، في تصريح لهسبريس: "طلبت مساعدة من السفارة المغربية بتايلاند؛ لكن لا حل يلوح في الأفق، وأنا عالق هنا داخل المطار ولا يمكنني أن أخرج منه أو حتى الذهاب إلى أي دولة قريبة". وناشد الشاب، في تصريحه، الملك محمدا السادس لإعادته إلى المغرب، قائلاً: "أنا أنام فقط داخل مسجد المطار والمحسنون يتكلفون بإطعامي، ولا يمكنني أن أعود حيث أدرس (الصين) بالنظر إلى الأوضاع المتعلقة بفيروس "كورونا" هناك". أما مجدة الحساني الطالبة المغربية بجامعة كاليري بإيطاليا، فهي لا تُريد العودة إلى المغرب في الوقت الراهن حتى لا تكون سبباً في إدخال الفيروس إلى المملكة، وقالت: "نحن هنا كطلبة نفضل البقاء هنا رغم الأوضاع في إيطاليا خوفا من نقل العدوى إلى أهالينا في المغرب". وأضافت مجدة، في تصريح لهسبريس: "أحوال الطلبة بخير هنا، وهذا بفضل قيام السلطات الإيطالية بواجبها"، مشيرة إلى أن عدد الطلبة المغاربة في مدينة كاليري يقارب 50 طالباً، وأغلبهم يواصلون الدراسة عن بُعد. "نعيش ظروفا صعبة وضغطا نفسيا بعد تطور أوضاع الوباء في إيطاليا، نخرج فقط من أجل التسوق أو لشراء الدواء، لأن منع الخروج قد تم بصفة نهائية في مدينة كاليري وعموم إيطاليا"، تورد الطالبة مجدة. ودعت الطالبة، في رسالتها، المغاربة إلى الالتزام لقوانين الحجر الصحي وحالة الطوارئ الصحية التي فرضتها السلطات المغربية، مشيرة إلى أنه من خلال التجربة الإيطالية لا يوجد أي حل لحماية المغرب من هذا الفيروس الفتاك سوى الوقاية.