بعد نجاح فيلمها الأول «ماروك» في إثارة الجدل حوله، تعود ليلى المراكشي لتنطق التناقض داخل المجتمع المغربي من خلال «روك القصبة»، جديدها الذي يخرج للقاعات السينمائية في 18 من الشهر الجاري، بمشاركة نجوم من بلدان عربية مختلفة، أبرزهم عمر الشريف الذي قالت عنه «كنموت عليه». في هذا الحوار تتحدث ليلى المراكشي ل»اليوم 24 » عن تجربتها الجديدة التي تبرز من خلالها أن التمرد سبيل إزاحة المرأة المغربية للتقاليد التي تعيق تحقيق كينونتها.
فيلمك الأول «ماروك» أثار جدلا واسعا، هل يمكن اعتبار فيلم «روك القصبة» استكمالا له؟ أولا، أحب أن أشير إلى أن «روك القصبة» لا يمثل بأي شكل من الأشكال جزءا ثانيا من فيلمي «ماروك». فهو فيلم بمميزات خاصة، حكاية جديدة تتحدث عن نساء ناضجات، أم وثلاث بنات خلال 3 أيام في جنازة الأب، وهي دراما بطابع كوميدي خفيف، تختلف عن قصة «ماروك» التي تتناول مرحلة عمرية تخص المراهقة والشباب. أفتخر بتجربتي الأولى في «ماروك»، وأتمنى أن يلقى فيلمي هذا النجاح نفسه.
جل أبطال فيلمك فنانون عرب من بلدان مختلفة، هل يعني هذا الاختيار قصورا لدى الممثلين المغاربة عن تقديم ما يقدمه هؤلاء؟ لا أعتقد هذا، وتبقى رغبتي في عدم التضييق على خياراتي من خلال كاستينغ مغربي مائة في المائة خلف هذا الاختيار. ذلك أن فكرة توسيع نطاق الاختيار عربيا تسمح لي بتوسيع موضوعي للعالم العربي كله. إضافة إلى أن الفنانات العربيات اللواتي اخترتهن سبق لهن أن واجهن الطابوهات ليعشن حياتهن كنساء، وهنا نتقاسم الهم نفسه، وهذا ساعدني أكثر أثناء الاشتغال على الفيلم.
وماذا عن النجم نور الشريف، هل كان سهلا إقناعه بالمشاركة في «روك القصبة»؟ نور الشريف قيمة مضافة لفيلمي، واخترته لإعجابي الكبير بأعماله، «كنموت عليه». وقد التقيت به في باريس وعرضت عليه السيناريو، الذي قرأه بعدها وأعجبه واستطعت بذلك إقناعه بالمشاركة دون صعوبات.
اللهجة المغربية، والفرنسية والإنجليزية ثلاث لغات يحكي بها «روك القصبة»، ماذا يضيف تعدد لغات الحكي لعملك؟ هذا الاستعمال لم يكن عبثيا، وإنما أردت من خلاله إلقاء الضوء على التناقض والفصام الموجود داخل عدد من الأسر المغربية البورجوازية، فغالبا ما نفكر باللغة الفرنسية ونتواصل بالعربية، ونحلم بلغة أخرى هي الإنجليزية، وأطفالهم يدرسون في مدارس فرنسية أو أمريكية في بلد تحكمه التقاليد، وهو ما يستعصي معه على الشخص امتلاك هوية واضحة.
الفيلم يقدم 4 نماذج مختلفة للمرأة، وأظهرت من خلال الفيلم أن نموذج المرأة المتحررة هو النموذج الناجح. فهل يصور الفيلم رؤيتك لواقع المرأة المغربية؟ المرأة المغربية متحدية بطبعها، تدافع عن حقوقها، وتطمح إلى تحقيق أهدافها، لكن ثقل التقاليد يعرقل ذلك، لذلك يبقى التمرد هو سبيلها للحياة لتحقيق أهدافها وعتق كينونتها التي ترزح تحت سلطة الرجل، ويمثله شبح الأب الميت في «روك القصبة»، الذي أدى دوره عمر الشريف ولكني، رغم ذلك حاولت خلال الفيلم العثور على التوازن الصحيح بين شخصيات البطلات الأربع اللواتي تجسد أدوارهن كل من الفلسطينية هيام عباس، والمخرجة اللبنانية نادين لبكي، ومرجانة العلوي المقيمة بالولايات المتحدةالأمريكية، ولبنى أزبال المتنقلة بين فرنسا وبلجيكا، وذلك بهدف إعطاء لمحة عن المرأة في المجتمع المغربي اليوم.
كيف تقيمين واقع السينما المغربية ما بين سنة خروج «ماروك» في 2007 واليوم؟ السينما المغربية رغم تقدمها وارتفاع نسبة الانتاجات، إلا أنها تبقى فقيرة من حيث طريقة معالجتها للمواضيع الحميمية ذاخل الأسرة، وبالعلاقة التي تربط المرأة بالرجل، وهذا ما حاولت معالجته في «روك القصبة».