أدت سلسلة من الأحداث المرتبطة بتدوينات بثها رئيس المجلس الإقليميلشفشاون، عبد الرحيم بوعزة، على حسابه بالشبكات الاجتماعية، إلى إضعاف فرصه في الحصول على تزكية حزب الأصالة والمعاصرة للانتخابات البرلمانية المقبلة، وأيضا إلى دفع الخلافات الداخلية بهذا الحزب إلى العلن بشكل غير مسبوق. بوعزة، وهو وجه بارز للحزب في شمال البلاد، وكان من الداعمين لتيار "المستقبل" الذي قاد عبد اللطيف وهبي إلى منصب أمين عام للحزب، نشر تدوينة نهاية الأسبوع الفائت، تتضمن انتقادات لاذعة إلى النائب البرلماني للحزب في دائرة شفشاون، توفيق الميموني، بسبب جدولة حصص الجماعات في برنامج تنمية يموله مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، وهو مجلس يقوده حزب الأصالة والمعاصرة كذلك باسم فاطمة الحساني. رئيس المجلس الإقليمي قال إن موقف زميله في الحزب، بصفته عضوا في مجلس الجهة "غير مشرف"، ويضيف بأن الميموني "لم يدافع بالشكل المناسب، أو تجاهل بالمطلق قبيلة بدائرة شفشاون، وجرى حرمانها تبعا لذلك من أي برنامج تنمية ممول من لدن المجلس الجهوي". وهذه ليست أول مرة ينتقد فيها بوعزة زميله في الحزب، لكنها كانت الأقوى بشكل علني، في سياق الصراع المحتد بينهما حول تزكية الحزب للانتخابات المقبلة. ولم يرد الميموني على الانتقادات الموجهة إليه، لكنه بعث بنسخة من التعليقات التي كتبها رئيس المجلس الإقليمي إلى قيادة حزبه بالرباط، وتلقى "ردا مشجعا" يدعوه إلى عدم إيلاء تلك التعليقات أي أهمية، لكن الأمانة الجهوية للحزب تلقت طلبا من القيادة المركزية للعمل على وضع حد لهذه الوضعية. وبالفعل، وفقا لمعلومات حصل عليها "اليوم 24′′، فإن الأمانة الجهوية للحزب أبلغت بوعزة غضبها، كما عتاب القيادة المركزية من سلسلة تعليقاته، لكنه رد عليها باستخفاف. وكانت الأمانة الجهوية قد وضعت اسم بوعزة على رأس مرشيحها لنيل تزكية الحزب في الانتخابات المقبلة، لكن "هذه الترتيبات تعرضت بدورها لانتقادات" على ضوء الجدل المتصل بتعليقات مرشحها على الشبكات الاجتماعية. ويسعى الميموني إلى تجديد تزكيته باسم الحزب، لكنه عانى من صعوبات لتحقيق ذلك، لاسيما بسبب دعمه لتيار "الشرعية" الذي أحاط بعبد الحكيم بنشماش، ومنذ ذلك الحين، لاحت الفرصة لبوعزة لطرح نفسه ك"مرشح بديل وجدي". واطلع صحافي "اليوم 24" على تعليقات للأمين الجهوي للحزب، عبد اللطيف الغلبزوري ردا على تدوينة بوعزة، يوجه إليه بواسطتها توبيخا لاستعماله منططق القبيلة في إدارة صراعه مع زميله بالحزب. وقالت مصدر من الأمانة الجهوية للحزب إن بوعزة "كان مطلوبا منه عدم الانجرار إلى أي صراعات كيفما كانت، قبل تأكيد اسمه مرشحا للحزب، لكنه لم يلزم بالنصيحة". ولم يتسن الحصول على توضيحات إضافية من بوعزة بالرغم من الطلبات المتكررة لموقع "اليوم 24". كذلك كان شأن الميموني، خصوصا حول سباقه لنيل تزكية الحزب. لكن حليفا للميموني، واسمه المعتصم أمغوز، وهو رئيس جماعة الجبهة بإقليمشفشاون، تكلف بمهاجمة بوعزة بالقول في تغريدة نشرها على حسابه في الشبكات الاجتماعية، إنه بصفته رئيسا للمجلس الإقليمي حرم جماعات موالية للميموني من أي برامج تنمية يمولها مجلسه. يشار إلى أن بوعزة وفي حركة غير مفهومة، قام يتوجيه رسالة شكر إلى عامل عمالة شفشاون يوما قبل مهاجمته زميله للحزب. ولقد بلغت علاقة الميموني بهذا العامل متسويات متدهورة حتى إن العامل قام بطرده من اجتماع رسمي جمعه برؤساء جماعات إقليمشفشاون. ونُظر إلى رسالة الشكر تلك كاستمالة للسلطات ضد الميموني، وإمعانا في عزله السياسي بمنطقته.