«لقد حصل المغرب على ما كان يريده؛ الولوج البري المباشر إلى موريتانيا» عبر منطقة الكركرات. هذا ما أكده مصدر محايد جيد الاطلاع على ملف الصحراء المغربية، بعد العملية العسكرية ذات الطبيعة الشرطية التي مكنت عناصر القوات المسلحة الملكية، يوم 13 نونبر الجاري، من إعادة فتح معبر الكركرات وتأمين حركة السير فيه بعدما أغلقه مدنيون ومسلحون تابعون للبوليساريو ما بين 21 أكتوبر المنصرم و13 نونبر الجاري. وهو الشيء الذي أكدته، أيضا، آخر المعلومات الآتية من منطقة الكركرات، مبينة أن المغرب انتهى من أشغال ترميم وتعبيد وتجويد الطريق إلى النقطة الحدودية الكيلومترية 55 مع موريتانيا، والتي بدأها يوم 13 نونبر الجاري. وعلى غرار هذه النجاحات الميدانية، مازال المغرب يعمل جاهدا على تجسيد الانتصارات الدبلوماسية والسياسية، التي حققها في السنوات الأخيرة، على أرض الواقع، في الأقاليم الجنوبية للمملكة، إذ أعربت دولة هايتي، المنتمية إلى منطقة الكاريبي (وأمريكا الوسطى)، عن رغبتها في فتح قنصلية عامة لها بالأقاليم الجنوبية سيرا على منوال 17 دولة عربية وإفريقية لديها قنصليات في مدينتي العيونوالداخلة، علما أن الإمارات العربية المتحدة كانت آخر دولة دشنت لها قنصلية عامة بالعيون يوم 4 نونبر الجاري، فيما يُنتظر أن يحذو الأردن، أيضا، حذوها. وربما قد تشكل المبادرة الهايتية بداية فتح دول منطقة الكاريبي وأمريكا اللاتينية بعثات دبلوماسية لها بالأقاليم الجنوبية. في هذا الصدد، كشف مصدر محايد جيد الاطلاع على ملف الصحراء المغربية، في تصريح لصحيفة «إلباييس» الإسبانية، أن المغرب نجح في كسب معركة الكركرات واسترجاع المنطقة دون وقوع أي خسائر بشرية أو مادية، وأوضح قائلا: «لقد حصل المغرب على ما كان يريده؛ الولوج البري المباشر إلى موريتانيا» عبر منطقة الكركرات، وتابع قائلا: «لقد قام بذلك دون أن تتلطخ يداه بأي نقطة دم. إن طريق الكركرات لا تربط المغرب بموريتانيا فقط، بل بإفريقيا. فعبر هذه الطريق تمر الفواكه والخضروات التي يريد المغرب تصديرها إلى إفريقيا، وقل الشيء ذاته عن الكهرباء»، وأضاف أن المغرب «يمكنه تصدير هذه المواد بحرا، لكنها ستكون مكلفة أكثر». وفي الوقت الذي يتساءل فيه البعض عن مستقبل النزاع بعد استرجاع الكركرات وإعلان جبهة البوليساريو أنها في حل من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع الأممالمتحدة سنة 1991 والاتفاقيات العسكرية ذات الصلة، يقول المصدر المحايد: «في الحقيقة، هناك أسباب تجعل المغرب في وضعية مريحة. فضلا عن ذلك، ففرنسا تحميه، والأممالمتحدة لن تقول له أي شيء». وفي الوقت الذي لاتزال فيه جبهة البوليساريو تزعم قيامها بأقصاف وهمية على طول الجدار الدفاعي «استهدفت» نقاطا ومراكز عسكرية مغربية، رممت السلطات المغربية الطريق التي خربتها العناصر الانفصالية في منطقة الكركرات، وأكملت تعبيد الكيلومترات غير المعبدة في السابق إلى حدود النقطة الكيلومترية 55، أي إلى نقطة التماس بين الأراضي المغربية والموريتانية، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن مسؤول حكومي مغربي. في سياق متصل، وبعد دعمها وإشادتها بالعملية العسكرية المغربية لتحرير معبر الكركرات، أعربت هايتي عن رغبتها في فتح قنصلية عامة لها بمدينة الداخلة. وبذلك يكون هذا البلد الكاريبي أول بلد غير عربي وغير إفريقي يفتتح قنصلية بالصحراء المغربية. وربما ستكون هذه المبادرة الهايتية بداية فتح دول منطقة الكاريبي وأمريكا اللاتينية بعثات دبلوماسية لها في الأقاليم الجنوبية للمملكة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن هايتي كانت قد اعترفت بالبوليساريو في 22 نونبر 2006، قبل أن تقرر سحب الاعتراف بها يوم 2 أكتوبر 2013.