تفاعلت الصحافة الإماراتية مع قرار المملكة الأردنية عزمها فتح قنصلية عامة لها في مدينة العيون، إثر اتصال هاتفي جرى بين الملك محمد السادس والعاهل الأردني، عبد الله الثاني، وهو البلد العربي الثاني الذي يقدم على هذه الخطوة بعد الإمارات. وفي هذا الصدد، قالت صحيفة (الرؤية) الاماراتية إن القرار الأردني يأتي في إطار الحكمة السياسية والمساندة الدائمة للوحدة الترابية للمغرب، وذلك في مقال بعنوان "الثانية عربياً بعد الإمارات: ترحيب مغربي بقرار الأردن فتح قنصلية في العيون". واعتبر المقال أن القرار الأردني يأتي في إطار "الحكمة السياسية"، واصفة القرار ب"الطبيعي لأن الأردن كان دائماً مسانداً للوحدة الترابية للمملكة المغربية، وللحق المغربي، ولشرعية المغرب في صحرائه، وظل ثابتاً على موقفه عبر التاريخ". اليومية، التي استقت آراء عدة خبراء ومحللين سياسيين ، أوردت أن قرار الأردن "كان منتظراً، لأن هناك تعاطفاً خاصا بين المملكتين، وتطابقا في وجهات النظر ". وأضافت أن فتح الإمارات قنصلية عامة لها في مدينة العيون المغربية، شجع الأردن على اتخاذ نفس الخطوة، وأن المملكة الأردنية الهاشمية ستشجع بلداناً أخرى على القيام بالتحرك الدبلوماسي نفسه، مسجلة أن الأمر لن يقتصر فقط على البلدان الإفريقية والعربية، بل سيمتد ليشمل دولاً من آسيا وأمريكا اللاتينية. ورأت الصحيفة أن محاولة "البوليساريو" اليائسة لتغيير الوضع القانوني لمنطقة الكَركَرات العازلة، ستتبعها قرارات لدول أخرى تخص فتح قنصليات لها في منطقة الصحراء المغربية، وهو ما يساهم في "دق آخر مسمار في نعش البوليساريو". وأكدت ان القرار الأردني جاء في الوقت المناسب نظراً للظروف التي تمر منها المنطقة ، بالنظر إلى التطورات الخاصة بمعبر الكَركَرات على الحدود مع موريتانيا، الذي أعاد الجيش المغربي فتحه، بعد نحو شهر من إغلاقه من طرف عناصر تابعة ل"البوليساريو". واعتبرت أن فتح الإمارات قنصلية عامة لها في مدينة العيون المغربية "كان قراراً مهماً جداً وله قيمة كبيرة، وأن القرار الأردني بنفس الأهمية والقوة أيضاً". وخلصت اليومية الى أن فتح قنصلياتٍ في الصحراء المغربية سيكون له تأثير كبير على مستقبل العلاقات بين المغرب والدول صاحبة القنصليات، وسيشكل نافذة على الاستثمار في المستقبل . في السياق ذاته، وصف موقع "إرم نيوز " الاخباري الاماراتي قرار الأردن فتح قنصلية عامة في مدينة العيون ب" الخطوة العربية الإيجابية التي تعزز مغربية الصحراء". وأضاف الموقع أن الخطوة الأردنية تدعم مطالب المغرب أمام المجتمع الدولي، خصوصاً وأنها تأتي بعد أسابيع قليلة من افتتاح القنصلية الإماراتية، بنفس المدينةالجنوبية للمملكة. وأبرز أن هذا القرار يأتي لتعزيز الدعم العربي للمملكة المغربية في نزاع الصحراء ، مشيراً إلى أن ذلك "سيؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن المغرب ماض في تعزيز البعثات الدبلوماسية بالأقاليم الجنَوبية، وبأن اختياراته راسخة ولا تتأثر باستفزازات لا يعيرها المغرب ولا حلفاؤه أي اهتمام". وأضاف أن الإعلان عن فتح ثاني قنصلية لدولة عربية في هذا التوقيت، فيه تأكيد على أن رد فعل الخصوم لم يكن مؤثرا، وأن المغرب يواصل نهجه لحشد المزيد من الدعم الدولي لقضية الصحراء المغربية، لافتاً أن هذا الأمر سيخلق وضعاً جديداً للأقاليم الجنوبية في القانون الدولي. وتوقع الموقع، الذي استقى آراء عدد من المحللين السياسيين ،أن تشهد المنطقة فتح قنصليات عربية أخرى قريبا ، ولاسيما تلك التي أيدت تحرك المغرب لإعادة فتح معبر الكركرات وتأمينه من جديد. وأضاف أن الأقاليم الجنوبية للمملكة مقبلة على حراك دبلوماسي كبير لدعم المغرب، والذي تربطه علاقات جيدة مع عدد من الدول العربية، وهو ما سيجعل المنطقة مقبلة على انفتاح اقتصادي واجتماعي. وسجل المصدر اته ان المغرب حقق "تفوقاً دبلوماسياً وسياسياً عقب افتتاحه لمعبر الكركرات، وما صاحب ذلك من تأييد عربي لافت". وخلص إلى أن الأردن أعطى "زخماً جديداً لظاهرة افتتاح القنصليات جنوب المغرب، مما سيعزز سيادة المغرب على الأقاليم الجنوبية، وسيمنحه دعماً إقليمياً ودولياً يقوي طرحه لمبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها الرباط لتسوية" قضية الصحراء المغربية.