بعدما ظلت معزولة عن محيطها الجهوي منذ تسلل الفيروس التاجي إليها في ال15 من شهر مارس الماضي، وتصنيفها بعد ذلك ضمن المنطقة رقم 2 لفترة طويلة، قبل تخفيف تدابير الحجر الصحي فيها خلال العاشر من شهر يونيو الماضي؛ عادت مدينة فاس لتواجه عزلتها عن جهتها من جديد، عقب قرار السلطات العمومية ليلة الأحد-الاثنين الأخيرة، والقاضي بإغلاق الحاضرة الإدريسية والعاصمة الإسماعيلية، ومنع الخروج منهما أو الدخول إليهما، فيما جرى استثناء باقي مدن وقرى أقاليم هذه الجهة، خصوصا إفرانوصفرو وبولمان وتازة والحاجب وتاونات، والتي تسجل إصابات يوميا تتراوح ما بين 0 و3 حالات، باستثناء إقليم مولاي يعقوب الذي سجل خلال يومي السبت والأحد 39 حالة، ولم يصنف ضمن المناطق المغلقة بهذه الجهة. هذا وتباينت ردود أفعال الفاسيين والمكناسيين بخصوص قرار إغلاق الحاضرة الإدريسية والعاصمة الإسماعيلية، بين رافض لها بالنظر لدخول المدينتين، كما يقول معظم من تحدثت إليهم الجريدة، مرحلة السكتة القلبية على المستوى الاقتصادي (السياحي والتجاري والخدماتي تحديدا)، وبين مؤيد لقرار الإغلاق خصوصا بمدينة فاس، التي عرفت ارتفاعا تصاعديا للإصابات بسبب عدم التزام سكان الأحياء الشعبية على الخصوص بالتدابير الوقائية والاحترازية، كارتداء الكمامات والتقيد بالتباعد المكاني وتفادي التجمعات وسط العائلات والفضاءات العمومية، وعدم احترام وسائل النقل العمومية ووسائل نقل عمال الوحدات الصناعية والمهنية والفلاحية لنسبة 50 في المائة لحمولتها، وغيرها من الخروقات الأخرى لقانون وتدابير الطوارئ الصحية بالشارع العام. وعن تفاصيل الإصابات ال110 التي سجلتها مدينة فاس خلال ال24 ساعة الأخيرة حتى صباح أمس الاثنين، أظهرت المعطيات التي حصلت عليها الجريدة أن 6 حالات ترتبط بالبؤرة الجديدة التي ظهرت وسط عمال الضيعة الملكية "الضويات"، تم احتسابها على حصيلة مدينة فاس بحكم أن المصابين الستة يقطنون بها، فيما همت 19 حالة الأطقم الطبية والتمريضية العاملة بمستشفيات فاس، خصوصا تلك التي تستقبل مرضى "كوفيد19" والحالات المشتبه فيها، أما باقي الحالات فترتبط بما كشفت عنه فرق التدخل السريع لليقظة والرصد الوبائي ضمن منظومة تدبير المخالطين والبؤر المهنية والعائلية، التي سبق للسلطات الصحية أن أعلنت عن ظهورها خلال المدة الأخيرة، بالحي الصناعي سيدي إبراهيم بالنسبة لحالات عمال وعاملات الوحدات الصناعية، فيما توزعت إصابات البؤر العائلية والحالات المنعزلة على عدد من الأحياء الشعبية، التي لم يلتزم سكانها بالتدابير الوقائية والاحترازية ضمن العودة التدريجية لممارسة حياتهم بعد تخفيف الحجر الصحي وحالة الطوارئ الصحية، خصوصا بمقاطعات المرينيين وسايس وبنسودة و"جنان الورد". وبمدينة صفرو، واستنادا إلى نفس المعطيات الرسمية، سُجلت، أول أمس الأحد، 5 إصابات جديدة، من بينها حالة شابة في عقدها الثاني، وعنصر من القوات المساعدة ظهرت عليه الأعراض مؤخرا، ما عجل بعزله عن بقية زملائه قبل مخالطته لهم، فيما همت الحالات الثلاث المتبقية عون سلطة بمدينة البهاليل ضواحي صفرو، وأحد مخالطيه بوكالة بريدية بنفس المدينة، إضافة إلى زوجة عنصر من القوات المساعدة أصيبت عقب عودتها من السفر إلى بيت زوجها بداخل ثكنة القوات المساعدة بجماعة عين الشكاك بين فاسوصفرو، التي سبق لها أن تفجرت بها بؤرة منتصف شهر ماي الماضي؛ أما الإصابة الوحيدة المسجلة بمدينة الحاجب خلال ال24 ساعة الأخيرة، فتهم جزارا اكتشفت إصابته خلال إخضاع السلطات الصحية الأشخاص الذين يرغبون في الحصول على رخصة لذبح أضاحي العيد، ونفس الحالة رصدت لجزار بمولاي يعقوب.