يبدو أن القنبلة الوبائية التي فجرها فيروس كورونا بوسط مدينة فاس، لا تزال تعد بأيام عصيبة وصعبة على الفاسيين، حيث يواصل “كوفيد-19” انتشاره وسط المخالطين لمستخدمي “برج فاس” الموبوء، خصوصا عائلاتهم وجيرانهم بالأحياء التي يقطنون بها، أغلبها شعبية. وأفادت مصادر “أخبار اليوم”، التي تتابع الحالة الوبائية للمركز التجاري المشهور بفاس، والذي تحول إلى بؤرة خطيرة تصدر كورونا إلى أحياء العاصمة العلمية وضواحيها، (أفادت) أن آخر المعطيات المتعلقة بنتائج التحليلات المخبرية – الفيروسية للحالات المشتبه فيها والمرتبطة ببؤرة “برج فاس”، والتي أجريت بمختبر المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، أسفرت عن رفع عدد المصابين من 68 حالة خلال ال24 ساعة الفائتة، والتي اعلن عنها مدير الأوبئة بالندوة الصحافية الأخيرة لوزارة الصحة، إلى 46 حالة مؤكدة، همت نتائج التحليلات التي أجريت لمخالطي المصابين، خلال الفترة الممتدة من السادسة من مساء يوم أول أمس الخميس حتى ظهر يوم أمس الجمعة، حيث ارتفع بذلك عدد المصابين من جراء بؤرة الوحدة التجارية المشهورة بفاس إلى 146 إصابة، من أصل 400 شخص خضعوا حتى الآن لكشوفات “كوفيد-19″، من بينهم 150 مستخدما بالبرج التجاري، والباقون مخالطون لهم من وسطهم العائلي، تورد مصادر الجريدة. من جهتها، تواصل السلطات الإدارية بالمقاطعات الست، فاسالمدينة العتيقة وأكدال وسايس والمرينيين وزواغة وجنان الورد، شن الحملات الأمنية لفرض التدابير الإجرائية والإحترازية، حيث كشف مصدر من مصالح ولاية جهة فاس، أن رجال السلطة وبتنسيق من الفرق الطبية التي تتابع المخالطين للمصابين بسبب بؤرة “برج فاس”، وسعوا من تدابير إغلاق الحياء السكنية، التي يتحدر منها المصابون العاملون بالمركز التجاري، حيث تم تثبيت سدود قضائية للمراقبة الأمنية، بمداخل ومخارج الأحياء المشتبه في انتشار الفيروس وسط سكانها، بسبب مستخدمي البرج التجاري، ولا يسمح للغرباء عنها بالدخول، لعزل سكانها وتسهيل عمل تتبع الفرق الطبية للمخالطين. ويتعلق الأمر بأحياء واد فاس، وعين قادوس، وباب فتوح، وحي فاس الجديد القريب من القصر الملكي، إضافة إلى حي سيدي إبراهيم المحاذي للحي الصناعي، فيما لم تسلم المدينة القديمة من نفس الصرامة الطبية للعزل الصحي، خصوصا قصبة النوار، والتي يتحدر منها مخالطون لمصابين ببؤرة المركز التجاري المشهور بفاس، إضافة إلى أحياء أخرى بمقاطعة المرينيين وزواغة، وهو ما جعل الفاسيين ينتظرون ويترقبون بقلق انتهاء عمليات البحث عن المصابين والمخالطين، وإعلان السلطات الطبية تحكمها في هذه القنبلة الوبائية، والتي فجرتها كورونا مؤخرا بوسط الحاضرة الإدريسية، علما أن كل سكان أحياء المدينة يتبضعون من متاجر “برج فاس”، الوجهة المفضلة لكثير من الفاسيين. الخطر الوبائي المسلط على مدينة فاس، دفع سلطات جيرانها بالمدن القريبة منها، إلى فرض الصرامة الأمنية ومراقبة العربات القادمة من فاس، حيث يتم إرجاع كل العربات التي لا يسمح لأصحابها بالدخول، يقول مصدر قريب من الموضوع عاين هذه العملية بحواجز حديدية جرى تثبيتها بمدخل مدينة صفرو، والتي سجلت يوم أمس الجمعة الإصابة التاسعة بفيروس “كوفيد-19″، ونفس الصورة ترددت بمداخل إقليم مولاي يعقوب، والذي ما يزال يحافظ على الحالة الوحيدة المؤكدة لحارس أمن خاص “لبرج فاس” الموبوء، في انتظار نتائج تحليلات المخالطين للحارس، فيما رفعت سلطات مكناس درجة المراقبة الأمنية لمداخلها مع مدينة فاس، بعدما باتت الحالة الوبائية للعاصمة الإسماعيلية مستقرة، بزيادة 4 حالات مؤكدة صباح أمس الجمعة، مرتبطة ببؤرة عائلية بالمدينة، فيما لم يقع أي تغيير على عدد الحالات المسجلة بتازة (37حالة)، وأزرو بإقليمإفران (15 حالة)، وتاونات (6 حالات شفيت منها حالة واحدة)، وأخيرا إقليمالحاجب بحالة لممرضة لم تنشر الفيروس من حسن الحظ بين عائلتها وزملائها بالمستشفى، فيما نجح حتى الآن إقليم بولمان، منفردا بجهة فاسمكناس، في الحفاظ على خلو مجاله الترابي من فيروس “كوفيد-19”.