لا يزال الفيروس التاجي يسجل إصابات جديدة بشكل تصاعدي ويفجر مزيدا من البؤر العائلية والمهنية، آخرها بؤرة جديدة ظهرت وسط عاملات وعمال الضيعة الملكية ضواحي مدينة صفرو، سجلت بها فرق التدخل السريع لليقظة والرصد الوبائي 17 حالة مؤكدة، جرى الإعلان عنها ضمن حصيلة الحالة الوبائية لجهة فاس مساء أول أمس الأربعاء. واستنادا إلى المعطيات التي حصلت عليها "اليوم 24′′، فإن الضيعة الملكية التي توجد بمنطقة لواثة جماعة "عزابة" بين مدينة صفرو وسد علال الفاسي، وتحيط بها محمية ملكية للقنص تمتد وسط غابات جماعة "امطرناغة"، خضع عمالها وعاملاتها لحملة الكشف المخبري المكبر، أسفرت نتائجها عن حمل 17 شخصا لفيروس كورونا، جرى عزلهم عقب ظهور تحليلاتهم عن باقي عمال الضيعة، ونقلوا أول أمس الأربعاء إلى مركز مرضى "كوفيد-19" بالمستشفى الميداني في مدينة بنسليمان ضواحي الدارالبيضاء. وزادت المصادر عينها أن السلطات الصحية والإدارية بصفرو، بتنسيق مع لجنة اليقظة والرصد الوبائي بالمديرية الجهوية للصحة بفاس، استنفروا جهودهم ووسائلهم للكشف عن مصدر العدوى التي أصابت 17 عاملة وعاملا، وحصر لائحة المخالطين لهم. وكثفت الفرق الطبية والتمريضية للتدخل السريع أبحاثها عن مصابين محتملين، ووسعت من دائرة الكشف المخبري المبكر لاحتواء الوباء وضمان عدم انتشار الفيروس وسط الضيعة الملكية التي تمتد على مساحة تزيد عن 3 آلاف هكتار، يشتغل فيها حوالي مائة عامل وعاملة رسميين، إضافة إلى عمال موسميين يفوق عددهم مائتي عامل. آخر المعطيات التي توصلت بها "اليوم 24′′، تفيد أن الضيعة الملكية نفسها عرفت منذ الساعات الأولى من صباح أمس الخميس، وصول معدات طبية ومخبرية لإخضاع عمال الضيعة وسكان المناطق المجاورة لها، خصوصا بمنطقة لواثة وجماعة "عزابة" القريبتين من الضيعة، لكافة التدابير الوقائية والصحية للحيلولة دون انتشار الفيروس وسطهم، خصوصا وأن أغلب عمال الضيعة يتحدرون من هذه الجماعة، والباقي يتم جلبهم من مدينتي فاسوصفرو. ووصل عدد الخاضعين للكشف المخبري حتى صباح أمس الخميس إلى أزيد من 200 شخص أخذت لهم عينات من مسالكهم التنفسية لعرضها على الكشف المخبري الفيروسي، فيما تتواصل العملية وسط الحالات المشتبه فيها بين عمال الضيعة وسكان المناطق المجاورة لها، الذين سيخضعون عبر مجموعات للفحوصات الطبية والكشف المخبري.