بعد مرور حوالي ثلاثة أسابيع على إعلان السلطات الصحية بجهة فاسمكناس خلو إقليمصفرو من فيروس كورونا المستجد بعدما شفي جميع مرضاه، حيث غادر آخرهم وحدة الحجر الصحي بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس نهاية شهر ماي الماضي؛ عاد "كوفيد-19" من جديد إلى تراب إقليم فاكهة الكرز، مسجلا إصابة جديدة أكدتها لجنة اليقظة والرصد الوبائي مساء أول أمس الأربعاء. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "أخبار اليوم" من مصدر قريب من الموضوع، فإن حالة الإصابة الجديدة، والتي أعادت أجواء الذعر والقلق إلى ساكنة صفرو بعد تصنيفها ضمن مناطق التخفيف رقم 1، تتعلق بثلاثيني، وهو منشط جمعوي، جرى توقيفه بداية الأسبوع الجاري معية صديقه الفلاح المشهور بالمنطقة وبرفقتهما فتاتان، بمنتج سياحي ضواحي مدينة صفرو، متلبسين بخرق حالة الطوارئ الصحية في جلسة خمرية، حيث توبعوا في حالة اعتقال إلى جانب صاحب المنتجع، يضيف المصدر عينه، فيما وضعتهم إدارة السجن طبقا للتدابير الاحترازية المعتمدة داخل السجون المغربية، بغرفة عزل الوافدين الجدد على السجن المحلي بصفرو، إذ أخذ فريق التدخل السريع لرصد الوباء عينات من مسالكهم التنفسية العليا والسفلى، أظهرت نتائجها المخبرية، والتي كشفها مساء أول أمس الأربعاء المختبر الجهوي التابع للمستشفى الجامعي بفاس، حمل أحد الموقوفين الخمسة للفيروس. من جهته، أفاد مصدر آخر أن تأكيد الكشف المخبري لإصابة أحد الموقوفين دون مخالطيه بحفلة المنتجع السياحي، دفع السلطات الطبية بدافع الشك إلى إخضاع صديق المصاب بالفيروس والفتاتين وصاحب المنتجع، لفحص طبي وتحليل مخبري ثان، تنتظر السلطات الصحية بقلق شديد نتائجها مساء اليوم الجمعة، حيث يتخوفون من مواجهتهم لبؤرة جديدة. وزاد المصدر عينه أن لجنة القيادة واليقظة والرصد الوبائي بالجهة، وبعد تأكيد المختبر الجهوي التابع للمستشفى الجامعي بفاس إصابة أحد الموقوفين الخمسة، استنفرت، مساء أول أمس الأربعاء، فرق التدخل السريع لأخذ عينات المسالك التنفسية لأفراد عائلة المصاب بالفيروس القاطنة بالمدينة العتيقة لصفرو، فيما خضع أزيد من 20 فردا من الدرك الملكي بصفرو للكشف المخبري، بسبب قضاء الموقوفين بالمنتجع السياحي ومن بينهم المصاب بالفيروس، فترة الحراسة النظرية لمدة 48 ساعة في ضيافة المركز الإقليمي للدرك بصفرو، وهو ما تطلب تعقيم المركز، وعرض كل العاملين فيه على الفحص الطبي والتحاليل المخبرية، إضافة إلى شرطي وسائق سيارة الشرطة التي نقلت الموقوفين، الاثنين الماضي، من المحكمة الابتدائية بصفرو نحو السجن المحلي للمدينة. وعلمت "أخبار اليوم" من مصدر طبي، أن السجين المصاب بالفيروس نقل، مساء أول أمس الأربعاء، من سجن السلاوي بصفرو إلى وحدة العزل الطبي بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بنفس المدينة، إذ وضع تحت العلاج طبقا للبرتوكول المعتمد من قبل وزارة الصحة في معالجة مرضى "كوفيد-19′′، في انتظار ما ستسفر عنه المشاورات الجارية بين السلطات الصحية والمندوبية الجهوية لإدارة السجون وإعادة الإدماج بالجهة، بشأن المكان الذي سيتابع فيه السجين المصاب علاجه، والذي يعد أول حالة تسجل بالسجون المغربية خلال مرحلة تخفيف تدابير الحجر الصحي، خصوصا وأن قرار وزارتي الصحة والداخلية، القاضي بتجميع كل مرضى "كوفيد-19" بمركزي بنسليمان وبنجرير، دخل حيز التنفيذ منذ نهاية الأسبوع الماضي. البؤرة السكنية بفاس تتوسع يواصل فيروس كورونا المستجد نزوحه داخل البؤرة السكنية التي رصدتها السلطات الصحية مؤخرا بالحي الشعبي "سيدي بوجيدة"، المحاذي للحي التاريخي "باب فتوح" والمدينة العتيقة، حيث سجلت هذه البؤرة خلال ال48 ساعة الماضية، حتى مساء أول أمس الأربعاء، 6 حالات جديدة أكدتها نتائج التحليلات المخبرية التي خضع لها سكان العمارة، بعد لجوء فرق التدخل السريع إلى توسيع الكشف المخبري وسط قاطني العمارة الموبوءة "بدرب بناني" بحي "سيدي بوجيدة" الشعبي. وظهرت الإصابات الست الجديدة، بحسب مصدر صحي، وسط الجيران المخالطين للعائلة التي اكشف بها المرض لدى ربة البيت، قبل أن تنتقل العدوى إلى أفراد عائلتها وبعدهم جيرانهم، حيث ارتفع عدد المصابين بهذه البؤرة العائلية، حتى صباح أمس الخميس، إلى 22 إصابة، ينتمي 14 منهم إلى أسرة واحدة، والباقون من جيرانهم بالعمارة السكنية بحي "سيدي بوجديدة" الشعبي، الذي أثار مؤخرا كغيره من الأحياء الشعبية بمقاطعات المرينيين وسايس وبنسودة، قلق السلطات الصحية والإدارية، بسبب خرق سكان هذه الأحياء للحجر الصحي وحالة الطوارئ الصحية، إذ تواجه القوات العمومية صعوبات حقيقية لفرض التدابير الاحترازية، ما قد يعقد من الوضع الوبائي لعمالة فاس، التي عمقت الإصابات الجديدة التي تظهر بين الفينة والأخرى، عزل العاصمة العلمية عن محيط جهتها.