أعلنت وزارة الصحة، يوم أول أمس الاثنين، خلو إقليم بولمان من فيروس كورونا المستجد، بعد تعافي الحالة الوحيدة التي سجلت به حتى الآن بعد صمود دام لأزيد من ثلاثة أشهر، قبل أن ينجح المرض في دخول تراب الإقليم. ويتعلق الأمر بسائق سيارة أجرة صنف "أ" يبلغ من العمر 34 سنة، كانت السلطات الطبية رصدت حالته منتصف الأسبوع ما قبل الماضي بجماعة "سكورة مداز" ضواحي مدينة بولمان، حيث غادر وحدة مرضى "كوفيد-19" بمستشفى المسيرة الخضراء بمدينة ميسور، عقب تأكيد نتائج الكشف المخبري على عينات من مسالكه التنفسية، شفاءه التام من المرض، فيما أعلنت المندوبية الإقليمية للصحة بإقليم بولمان، عبر صفحتها الرسمية لرصد الحالة الوبائية بالإقليم، سلامة المخالطين للمصاب المتعافي، يزيد عددهم عن 20 مخالطا جاءت نتائج تحليلاتهم المخبرية-الفيروسية سلبية، إذ اعتبرت مندوبية الصحة بمدينة ميسور، إقليم بولمان خاليا تماما من الفيروس، بعد أن خضع حتى الآن 1474 شخصا مشتبها في حملهم للفيروس لتحليلات استبعدت إصابتهم بالمرض. عودة إقليم بولمان إلى صفر حالة جعلته يلتحق بأقاليم جهة فاس-مكناس، التي أعلنتها وزارة الصحة خالية من الفيروس، وهي مكناس وإفران ومولاي يعقوب وتازة وصفرو وتاونات، والتي جرى تصنيفها، بحسب مخطط السلطات العمومية الخاص بتمديد سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية حتى العاشر من شهر يوليوز المقبل، ضمن منطقة التخفيف رقم 1، فيما استثنيت عمالة فاس بسبب حالات المرض المتزايدة، إضافة إلى إقليمالحاجب بسبب قاعدته العسكرية التي تأوي مصابين من قوات الحرس الملكي. بؤرة سكنية تزيد من عزلة فاس عن محيط جهتها تُواصل مدينة فاس تسجيلها إصابات جديدة بمرض كورونا، حيث أعلنت المديرية الجهوية للصحة رصدها 13 حالة خلال ال48 ساعة الأخيرة حتى صباح أمس الثلاثاء، تأكدت إصابتها بالفيروس التاجي. وحسب المعلومات التي أوردتها مصادر "أخبار اليوم" القريبة من الموضوع، فإن الإصابات الجديدة البالغة 13 حالة، والتي أكدها المختبر الجهوي التابع للمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس خلال ال48 ساعة الأخيرة، ترتبط ببؤرة سكنية داخل عمارة بحي "سيدي بوجيدة" الشعبي، المحاذي للحي التاريخي "باب فتوح" بمقاطعة "جنان الورد"، والتي سبق للمديرية الجهوية للصحة بفاس، أن رصدت إصابات بالفيروس بهذه العمارة، في السابع من شهر يونيو الجاري، قبل أن يرتفع عدد المرضى ضمن المخالطين للحالة الأولى المكتشفة، وتخص امرأة في عقدها الخامس، إلى 16 إصابة، ينتمي 14 منهم إلى أسرة واحدة، إلى جانب حالتين تعودان لجيرانهم بالعمارة السكنية الموبوءة بهذا الحي الشعبي الآهل بالسكان، والذي يشتهر بخرق سكانه لتدابير الحجر الصحي، يورد مصدر صحي ل"أخبار اليوم". وزادت المصادر عينها، أن البؤرة السكنية المرصودة "بدرب بناني" بحي "سيدي بوجيدة" الشعبي، والتي بلغ بها مجموع المصابين 16 حالة، عقدت من الوضع الوبائي لعمالة فاس، خصوصا بعدما سجلت حالات منعزلة، منتصف الأسبوع الماضي، بحي عوينة الحجاج الشعبي، التابع لمقاطعة سايس، إذ انتقل عدد المصابين المخالطين لمصابة بهذا الحي إلى 6 أشخاص، فيما تسبب سائق سيارة أجرة صغيرة، يقطن بحي "بنزاكور" بمقاطعة المرينيين، في نقل العدوى إلى فردين من عائلته. آخر المعطيات التي كشفت عنها المديرية الجهوية للصحة بفاس، ضمن حصيلة الحالة الوبائية بالجهة حتى مساء أول أمس الاثنين، كما وردت بصفحتها الرسمية للرصد الوبائي واليقظة، تفيد بأن مجموع الحالات المسجلة بمدينة فاس، منذ منتصف مارس الماضي حتى الآن، وصل إلى 653 إصابة مؤكدة، فيما يوجد 35 مريضا تحت العلاج، أي بزيادة أكثر من النصف بعد مرور أقل من أسبوع عن دخول عمالة فاس منطقة التخفيف رقم 2 ضمن التصنيف الذي اعتمدته السلطات العمومية، بالنظر إلى الحالة الوبائية بعاصمة الجهة. هذا وعاش مستشفى ابن الخطيب بفاس والمشهور باسم "كوكار"، ليلة الأحد/الاثنين الماضية، حالة استنفار أمني فرضته، استنادا إلى مصادر الجريدة، عناصر القوات العمومية من الشرطة والقوات المساعدة على المستشفى ومحيطه القريب من "باب الماكينة" التاريخي، بسبب صدور أوامر من السلطات الصحية والإدارية، قضت بنقل مرضى "كوفيد" الخاضعين للعلاج بوحدة العزل الطبي بهذا المستشفى، إلى المستشفى العسكري لمدينة بنسليمان. وأضافت المصادر عينها، أن المرضى المرحلين من فاس بلغ عددهم 34 مريضا، من بينهم نساء ورجال ومسنون وأطفال، إذ جرى نقلهم إلى ضواحي الدارالبيضاء على متن حافلتين، تحت إجراءات أمنية مشددة، بعد أن واجهت السلطات صعوبات في إقناعهم بعملية الترحيل، بعدما رفضوا مغادرة المستشفى وإبعادهم عن ذويهم وعائلاتهم، كما يقولون، وهو الهاجس الذي بات يطرح تحديا خطيرا في مواجهة مرض كورونا، حيث تتخوف السلطات الصحية من تهرب حاملي الفيروس من التبليغ عن حالاتهم خوفا من إبعادهم من مدنهم وقراهم نحو مركز تجميع مرضى "كوفيد-19" بمدينة بنسليمان ضواحي الدارالبيضاء، أو بنجرير ضواحي مراكش. قاعدة الحاجب تتعافى بعدما تسببت القاعدة العسكرية موحى أوحمو الزياني، في تصنيف إقليمالحاجب ضمن منطقة التخفيف رقم 2، نظرا لوجود عناصر قوات الحرس الملكي، من بينهم مصابون بالفيروس، يخضعون للعلاج ولتدابير الحجر الصحي المراقب، سجلت القاعدة، حسب ما كشفت عنه مصادر "أخبار اليوم" الخاصة، مؤشرات إيجابية رفعت عدد المتعافين، حتى مساء أول أمس الاثنين، إلى 128 حالة شفاء، من أصل 135 فردا من هذه القوات، أصيبوا بفيروس"كوفيد-19′′ منذ ترحيلهم في الثامن من شهر ماي الماضي من ثكناتهم بسلا والرباط نحو قاعدة الحاجب العسكرية. وأضافت مصادرنا أن عدد الخاضعين للعلاج بوحدة أحدثتها مؤخرا المصالح الصحية العسكرية بداخل القاعدة العسكرية للحاجب، انخفض بعد مرور أقل من أسبوع إلى 7 مرضى فقط، جلهم يتمتعون بصحة جيدة، فيما تُواصل السلطات العسكرية فرض إجراءات عزل باقي عناصر قوات الحرس الملكي غير المصابين، يزيدون عن 700 فرد، بوحدات سكنية تابعة لمركز التكوين والتدريب بهذه القاعدة، إذ يخضعون فيها لتدابير الحجر الصحي الإلزامي والمراقب، في انتظار إعلان القاعدة العسكرية التي تأويهم بمدينة الحاجب خالية من الفيروس، وعودتهم إلى ثكناتهم بالرباط وسلا، تُورد مصادر الجريدة التي استبعدت نقل المرضى السبعة من الحاجب إلى قاعدة بنسليمان العسكرية، بالنظر لتمتع المصابين بحالة جيدة وقرب إعلان شفائهم، وهو ما قد يُعجل بمغادرة إقليمالحاجب لمنطقة التخفيف رقم 2، ليلتحق بمنطقة التخفيف رقم 1، خصوصا وأن تراب الإقليم باستثناء قاعدته العسكرية، بات خاليا من الفيروس بعدما شفي 3 من مرضاه قبل عيد الفطر الماضي.