يواصل فيروس كورونا هجمته بجهة فاس- مكناس، فبعد القنبلة الوبائية التي فجرتها كورونا مؤخرا بوسط القاعدة العسكرية لظهر المهراز بفاس، مخلفة ما يزيد عن 100 مصاب من الجنود والشرطة العاملين ضمن قوات “حذر”، ظهرت بؤرة جديدة بداخل الثكنة الجهوية لمجموعة المخزن المتنقل، والتي تضم عناصر التدخل السريع التابعين للقوات المساعدة. واستنادا إلى مصادر “أخبار اليوم”، فإن ثكنة عناصر القوات المساعدة لقوات التدخل السريع، والموجودة بجماعة “عين الشكاك”، بين مدينتي فاسوصفرو، سجلت حتى صباح أمس الأحد، بحسب نتائج التحليلات المخبرية للدفعة الأولى من عناصر القوات المساعدة الذين أخذت لهم عينات من مسالكهم التنفسية، عقب اكتشاف 3 حالات ظهرت عليهم الأعراض مساء يوم الجمعة الماضي، (سجلت) نتائج الكشوفات المخبرية، والتي توصل بها المسؤولون عن الثكنة يومي السبت والأحد الأخيرين، إصابة 16 شخصا بفيروس”كوفيد-19” من أفراد القوات المساعدة، ليرتفع العدد بذلك إلى حصيلة مؤقتة حصرتها مصادر الجريدة في 19 إصابة حتى صباح أمس الأحد. ظهور الإصابات المؤكدة بين مجموعة المخزن المتنقل، عجل بحسب ما أفاد به للجريدة مصدر قريب، بإعلان حالة استنفار وسط الثكنة بضواحي مدينة فاس، والمحسوبة على النفوذ الترابي لإقليم صفرو، حيث سارعت السلطات الطبية بتنسيق مع سلطات ولاية جهة فاس- مكناس والقيادة الجهوية للقوات المساعدة، إلى تشكيل لجنة لليقظة كلفت فريقا طبيا وتمريضيا متخصصا في التدخل السريع لرصد حالات “كوفيد -19″، حيث باشروا أبحاثهم داخل ثكنة القوات المساعدة، لحصر لائحة المخالطين وتصنيفهم بحسب قربهم من المصابين ال12، وهو ما تطلب، تضيف مصادر “أخبار اليوم”، أخذ عينات من المسالك التنفسية لقوات المخزن المتنقل بالثكنة، والتي تضم أزيد من 400 عنصر، من بينهم عزاب ومتزوجون يعيشون معية عائلاتهم بداخل وحدات سكنية تنتشر بداخل الثكنة، وهو ما ينذر بارتفاع عدد الإصابات، نظرا لاتساع مظاهر المخالطة بين جميع من يعيشون داخل هذا الفضاء المغلق. في غضون ذلك، كشفت معلومات من جماعة “عين الشكاك” بضواحي فاس، حيث يوجد مقر ثكنة القوات المساعدة والتي تسلل إليها فيروس كورونا، بأن أفرادها وعائلاتهم يعيشون أجواء من الرعب والهلع، وهم يترقبون ما ستسفر عنه أبحاث الفريق الطبي للتدخل السريع التابع للمصالح الصحية بلجنة القيادة لليقظة والرصد لدى المديرية الجهوية للصحة، لفك لغز دخول الفيروس للثكنة، ربطتها الافتراضات الأولية بعمل قواتها ضمن التعزيزات الأمنية لمراقبة حالة الطوارئ الصحية بمختلف مدن ومناطق جهة فاس الموبوءة. ويسابق الفريق الطبي معركته مع نزوح كورونا إلى ثكنة القوات المساعدة، لحصر المصابين بالفيروس، حيث ينتظر أن تظهر صباح اليوم الاثنين نتائج التحليلات المخبرية الجديدة والخاصة بالدفعة الثانية للمخالطين وسط عناصر القوات المساعدة، والذين أخذت منهم عينات من مسالكهم التنفسية خلال ال24 ساعة الأخيرة، ومواصلة ما تبقى من كشوفات طبية ومخبرية لزملائهم الذين يزيد عددهم عن 400 عنصر من قوات التدخل السريع الخاصة بمجموعة المخزن المتنقل، قبل الانتقال إلى تتبع صحة أفراد عائلاتهم. ويُتابع المسؤولون المحليون والجهويون للقوات المساعدة بتنسيق مع مصالح وزارة الداخلية، تطورات الحالة الوبائية بثكنة “عين الشكاك” بضواحي فاس، وسط مخاوف من انتقال الإصابات المؤكدة المتزايدة من حالات منفردة إلى بؤرة محلية، تُورد مصادر الجريدة.