عجلت الحالة الوبائية لفيروس كورونا الآخذ في الانتشار وسط ثكنة القوات المساعدة بضواحي مدينة فاس، وقبلها القاعدة العسكرية لظهر المهراز، بحلول كبار المسؤولين المركزيين قادمين من الرباط، للاطلاع على أوضاع قواتهم بالثكنتين اللتين حولهما كورونا إلى بؤرتين محليتين، رفعتا حالات الإصابة المسجلة بجهة فاس- مكناس، كما عقّدتا، بحسب السلطات الصحية والإدارية، الوضعية الوبائية بهذه الجهة على بعد أيام قليلة من انتهاء المرحلة الثانية لحالة الطوارئ الصحية في ال20 من شهر ماي الجاري. واستنادا إلى مصادر “اليوم “، فإن الظهور المفاجئ لبؤرة كورونا يوم الجمعة الماضي بداخل الثكنة الجهوية لمجموعة المخزن المتنقل، والتي تضم أزيد من 500 عنصر لقوات التدخل العمومي السريع التابعين للقوات المساعدة، دفع بزيارة عاجلة وخاطفة قام بها المفتش العام للقوات المساعدة، الجنرال مصطفى مستور، والذي حل يوم أول أمس الأحد بفاس للاطلاع عن جديد الحالة الوبائية بثكنة قواته الموجودة بمنطقة “عين الشكاك” بضواحي صفرو، والتي تعيش حالة استنفار، موازاة مع مواصلة الفرق الطبية والتمريضية التابعة للجنة القيادة الجهوية لليقظة والرصد الوبائي، أبحاثها وسط عناصر القوات المساعدة بالثكنة، والذين يخضعون منذ يوم الجمعة الماضي عبر دفعات للكشوفات الطبية، وأخذ عينات من مسالكهم التنفسية بغرض إخضاعها جميعا للتحليلات المخبرية – الفيروسية وحصر المصابين منهم. وبخصوص مستجدات الحالة الوبائية لثكنة القوات المساعدة، كشف مصدر قريب منها أن التحليلات المخبرية، التي تظهر نتائجها تباعا بسبب العدد الكبير لحالات المخالطين بثكنة القوات المساعدة، سجلت خلال ال24 ساعة من يوم أول أمس الأحد، 22 إصابة جديدة بفيروس”كوفيد-19″، من أصل 120 تحليلا مخبريا أجريت على عينات الدفعة الثانية لعناصر القوات المساعدة، والذين يزيد عددهم عن 500 عنصر بثكنة منطقة “عين الشكاك” بضواحي صفرو، حيث ارتفع عدد المصابين حتى صباح أمس الاثنين إلى 30 حالة مؤكدة، 24 منهم يخضعون للعلاج والحجر الصحي بوحدة مرضى “كوفيد-19” بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بمدينة صفرو، والستة الآخرون يوجدون بوحدة العزل الطبي بأحد مستشفيات فاس، فيما سارعت السلطات بتنسيق مع القيادة الجهوية للقوات المساعدة، إلى وضع عدد من المخالطين المشتبه في حالتهم الصحية بوحدة فندقية قريبة من مقر ولاية جهة فاس، في انتظار إخضاعهم للكشوفات الطبية والمخبرية، خصوصا أن الحالات المسجلة حتى صباح الأحد بين قوات التدخل السريع بثكنة المخزن المتنقل، تضيف مصادر “اليوم “، وصفها مصدر طبي ب”حالات صامتة”، حيث لم تظهر علامات المرض على المصابين، ويتمتعون بصحة جيدة رغم حملهم للفيروس الذي أثبتته التحليلات المخبرية، باستثناء الحالات الست التي كان المعنيون بها وراء اكتشاف تسلل كورونا إلى ثكنة القوات المساعدة، بعدما اشتكوا من ارتفاع في درجة حرارة أبدانهم وشعورهم بحالة إرهاق عام وصداع في الرأس. وزادت المصادر عينها، أن الفريق الطبي والتمريضي المتخصص في التدخل السريع لرصد حالات “كوفيد-19″، يسابق الزمن لمحاصرة المرض والحيلولة دون انتشاره وسط عناصر القوات المساعدة ومرافق ثكنتهم بمنطقة “عين الشكاك” بضواحي صفرو، حيث ينتظر أن يستكمل الفريق الطبي أخذ عينات المسالك التنفسية للدفعة الثالثة لعناصر القوات المساعدة، وعرضها على المختبر الجهوي التابع للمستشفى الجامعي الحسن الثاني، بعدما خضع مساء أول أمس الأحد، أزيد من 120 عنصرا من القوات المساعدة للكشوفات المخبرية، في انتظار استكمال باقي الكشوفات لما يزيد عن ثلاثة أضعاف ممن أحيلت عيناتهم على المختبر، قبل أن يأتي دور أفراد عائلات عناصر القوات المساعدة، والذين تعتبرهم السلطات الطبية بلجنة القيادة الجهوية لليقظة والرصد الوبائي، من المخالطين من الدرجة الثانية لحالات الإصابة التي سجلت بالثكنة، علما أن أفراد عائلات عناصر القوات المساعدة يعيشون معهم بوحدات سكنية داخل الثكنة، تعود الغالبية منها للمتزوجين وقلة قليلة للعزاب، وهو ما ينذر بارتفاع مهول في عدد الإصابات، نظرا لاتساع مظاهر المخالطة بين جميع من يعيشون داخل هذا الفضاء المغلق لثكنة القوات المساعدة بمنطقة “عين الشكاك” ضواحي مدينة صفرو، حيث تجهل السلطات الطبية ومسؤولي الثكنة حتى الآن، مصدر العدوى التي نقلت الفيروس إلى عناصر القوات المساعدة، إذ ربطتها الاحتمالات التي تبنتها تقارير الجهات المعنية بالموضوع، بعمل هذه القوات ضمن التعزيزات الأمنية لمراقبة حالة الطوارئ الصحية بمختلف مدن ومناطق جهة فاس الموبوءة، فيما تحدثت مصادر أخرى عن شكوى هذه القوات من غياب مستلزمات التعقيم والوقاية لحمايتهم من العدوى، بحكم وجودهم في الصفوف الأمامية، إذ يحتكون مباشرة مع المخالفين لحالة الطوارئ الصحية، خصوصا بالأحياء الشعبية والأسواق العشوائية. وفي السياق ذاته، كشف مصدر مطلع أن القاعدة عاشت على مدى يومي السبت والأحد الأخيرين، حالة استنفار فرضتها الزيارة المفاجئة التي قام بها المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، الجنرال عبد الفتاح الوراق، الذي حل بالقاعدة يوم السبت الماضي، بعدما تحولت من إصابات منفردة وسط سرية قوات “البلير” الذين يعملون ضمن تشكيلة الآلية الأمنية “حذر”، إلى بؤرة محلية خلفت حتى نهاية الأسبوع المنصرم ما يزيد عن 130 إصابة مؤكدة، ما أدى إلى إعفاء المسؤول الجهوي عن هذه القوات برتبة “كولونيل ماجور”. مصدر عسكري، قال إن الوضع الصحي داخل القوات السملحة الملكية تحت السيطرة، وأن نسبة إصابة أفرادها وعائلاتهم بهذه الجائحة طبيعي جدا بالنظر لمعدل انتشارها في البلاد