انطلقت، أول أمس الأربعاء، أولى جلسات محاكمة كولان أفيتان الإسرائيلي الذي فر من إسرائيل، بعد تكسيره سوار المراقبة الإلكتروني وتسلل إلى المغرب، حيث حصل على هوية وجنسية مغربية عن طريق وثائق مزورة بمساعدة شبكة تزوير الهوية المغربية لفائدة إسرائيليين، يقودها صاحب شركة سياحية أدين في ملف تجري أطواره بجنايات الدارالبيضاء بست سنوات نافذة رفقة 25 آخرين بينهم 7 إسرائيليين. وعرفت جلسة الأمس بالقاعة 8 في محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، مشاورة أفيتان وزوجته في شأن المحاكمة عن بعد، حيث ظلا بالمركب السجني عكاشة، وتواصلا عبر تقنية "فيديو كونفرانس"، كما أخبر القاضي دفاع المتهمين أن الملف له علاقة بالملف الأصلي لشبكة تجنيس الإسرائيليين، وهناك إمكانية ضم الملفين، ما جعل المحامي يوسف عبد القاوي يوضح أن طبيعة الملف مختلفة عن قضية الشبكة المدرجة لدى الغرفة نفسها، قبل أن يؤخر الملف إلى الأسبوع المقبل بسبب استدعاء الترجمان. ورغم مرور فترة قصيرة على الحكم عليه بسبب حصوله على بطاقة وطنية وجواز سفر مغربي استنادا إلى وثائق مزورة، بعد إدانته بسنتين حبسا نافذا رفقة زوجته التي أدينت في الملف نفسه بسنة ونصف يونيو المنصرم، فقد حددت المحكمة 8 يوليوز تاريخا لانعقاد أولى جلسات محاكمة أفيتان وزوجته ميري، مع الإشارة إلى أنهما أصرا معا على الإسراع بمحاكمتهما رغم ظروف حالة الطوارئ المرتبطة بجائحة فيروس كورونا، حيث أكدا على كونهما جاهزين للمحاكمة دون تماطل أو تأخر للملف في جميع مراحله، وهو ما صرحا به أثناء سؤالهما من طرف الترجمان المعين من المحكمة للتواصل معهما، وأبلغاه أنهما جاهزان للمحاكمة وراضيان بطريقة المحاكمة عن بعد، لتقرر هيئة الحكم بغرفة الجنايات الابتدائية آنذاك مناقشة الملف وإصدار قرارها بإدانتهما. وأفصح عبد القاوي أن ميري نوحماني، زوجة كولان أفيتان، عبرت عن رغبتها في الإسراع بمحاكمتها متشبثة ببراءتها من تزوير وثائق رسمية، مشيرا إلى أنها كانت ضحية شبكة تزوير الجنسية المغربية لفائدة الإسرائيليين، التي يتزعمها ميمون بيريز، المواطن اليهودي المغربي الذي أنشأ شركة سياحية لاستغلالها في ربط علاقات مع الإسرائيليين الراغبين في الحصول على الجنسية المغربية بطريقة غير قانونية، موضحا أن ميمون كان قد برأ ميري نوحماني أمام قاضي التحقيق، حين أخبره أنها لا علم لها بالتزوير الذي طال وثائقها للحصول على الجنسية المغربية. وأوضح المحامي ذاته، في اتصال مع "اليوم 24′′، أن ميري التي فضلت دخول المغرب رغم التحذيرات التي تلقتها بعد القبض على زوجها أفيتان، تاركة خلفها أطفالها بإسرائيل، أصرت على كونها مغربية حسب قانون الجنسية المغربية، على اعتبار أن والدتها من مواليد مدينة مراكش، ووالدها أيضا ابن مدينة الدارالبيضاء، وإن كانت قد ولدت بإسرائيل، غير أن من حقها الحصول على الجنسية المغربية، وهو ما رغبت فيه، غير أن السبل التي سلكها ميمون بيريز وإحسان جنانات المتهمان الرئيسيان في ملف شبكة تجنيس الإسرائيليين، كانت غير سليمة، ما ورط ميري في قضية التزوير، في حين أنه كان بإمكانها الحصول على الهوية والجنسية المغربية بطريقة سليمة وبسيطة. وأثار اعتقال كولان أفيتان إشكالا قانونيا بخصوص تسليمه لمنظمة الشرطة الدولية الأنتربول، التي أدرجت اسمه في اللائحة الحمراء للمطلوبين دوليا، أو لإسرائيل التي أصدرت أمرا دوليا بالقبض على كولان وتسليمه لها، غير أن عدم وجود اتفاقية قضائية بين المغرب وإسرائيل يمنع التعاون بينهما في مجال القضاء، ما جعل المغرب يقرر محاكمته بدل تسليمه للأنتربول، خاصة وأن التهم الموجهة إليه تتعلق أساسا بحصوله على وثائق رسمية مزورة عن طريق شبكة متخصصة في التزوير، واستعمالها لفائدة عدد من الإسرائيليين الذين استفادوا من جنسية مغربية تمنحهم امتيازات كثيرة، أهمها الإفلات من الملاحقة الدولية التي أصدرتها الأنتربول بخصوص عدد منهم لارتكابهم أفعالا إجرامية كالقتل والاتجار في المخدرات، وأيضا الانتماء إلى عصابات "المافيا" عبر العالم.