كشفت قضية محاكمة المتورطين في قضية “شبكة تجنيس الإسرائيليين” عن معطيات مثيرة، فبالرجوع إلى الخيوط الأولى التي كشفت نشاط هذه الشبكة التي يقودها ويحركها الاسرائيلي ميمون بيريز صاحب شركة للتنشيط السياحي، وزوجته إحسان جنانات، التي تملك وكالة لاستئجار السيارات؛ نجد أن زبائن الزوجين من الإسرائيلين الراغبين في الحصول على جنسية مغربية، أغلبهم من أصحاب السوابق في إسرائيل بل إن أحدهم “مافيوزي” معروف. إسمه كولان أفيتان، مبحوث عنه من طرف الأنتربول. أفيتان، هذا الذي تصفه تقارير إعلامية إسرائيلية، ب”المجرم”، متهم بقتل ثلاث أشخاص ومهدد بالحكم عليه بالمؤبد، بالإضافة إلى أن إسمه ذكر باعتباره “العقل المدبر” لاستهداف 42 شخص اسرائيلي، في تفجير مقهى بتل أبيب، تعود ملكيتها إلى أحد رجال “المافيا” من منافسيه في إطار تصفية الحسابات “المافيوزية”. ومن بين 26 متهم في قضية “شبكة تجنيس الاسرائيليين”، الذين أحيلوا جميعهم على المحاكمة من طرف قاضي التحقيق، لا يزال كولان المعتقل بالسجن المحلي لعين السبع بالدار البيضاء “عكاشة”، منذ اعتقاله شهر يوليوز على ذمة التحقيق التفصيلي تحث إشراف قاضي التحقيق، في انتظار احالته على المحاكمة، وعدم امكانية تسليمه لاسرائيل لغياب أي اتفاقية أمنية مع المغرب، لكن بعد أن تتمكن السلطات المغربية من معرفة كل تفاصيل الفترة التي قضاها في المغرب وكيف تمكن من الحصول على أوراق الهوية المغربية بالاعتماد على “الشبكة”. الخطير في القضية، هو ما جاء على لسان شاب يدعى سفيان، متابع في حالة سراح والذي قال، خلال جلسة أمس الخميس، إنه يشرف على تسيير شركة للأمن الخاص ورب عمله هو كولان أفيتان، جواباً على سؤال القاضي علي الطرشي بخصوص علاقته بكولان. يبقى السؤال الكبير، كيف استطاع مبحوث عنه من طرف “الأنتربول” أن يمتلك شركة بالمغرب للأمن خاص كانت تقدم خدماتها لميمون بيريز “العقل المدبر” ل”شبكة تجنيس الإسرائيلين” لتأمين الوفود “السياحية” القادمة من إسرائيل؟. الشرطة المغربية تمكنت من إلقاء القبض على كولان في الدارالبيضاء، بطريقة “سينمائية هوليودية”، عندما كان بأحد دور العبادة اليهودية يؤدي صلاته إلى جانب أبنائه، حيث توقفت سيارتا “جيب” سوداء اللون ترجل منها عنصرا أمن ببذل سوداء دخلا إلى كنيس “نيفي شالوم” وسط الدارالبيضاء، وتوجها نحو كولان وطلبا منه مرافقتهما باللغة الانجليزية، لينطلق في المقاومة والصراخ، إلا أنهما تمكنا من تكبيله والقبض عليه، وسط ذهول الحاضرين للعملية كاملةً، حسب تقارير إعلامية. و لا يزال كولان أفيتان في التحقيق التفصيلي، الذي يعتبر “صيداً ثميناً” للسلطات المغربية والتي أظهرت من خلال اعتقاله أياما قليلة بعد دخوله المغرب، أنها تتعامل باحترافية ويقظة مع الأشخاص المطلوبين للعدالة دولياً والذين يلجئون هرباً إلى أراضيها. وكان كولان أفيتان قد تمكن من الهرب من اسرائيل إلى المغرب بعد أن حصل على المتابعة في حالة سراح، مقابل كفالة مالية كبيرة، حيث وضعت السلطات الاسرائيلية سواراً الكترونية حول رجله، لكنه تذرع بزيارة الطبيب وهناك نزع السوار وهرب إلى المطار نحو المغرب. ومن المنتظر أن تكشف محاكمة المتهمين في “شبكة تجنيس الإسرائيليين” عن معطيات أكثر إثارة في القادم من الجلسات خصوصاً أن المحاكمة دخلت مرحلة مناقشة الموضوع واستنطاق المتهمين المغاربة والإسرائيليين.