في الوقت الذي تحدثت فيه بعض المواقع المغربية والإسبانية، مساء أول أمس الخميس، عن إعادة فتح الحدود البحرية بين المغرب وإسبانيا ابتداء من يوم 22 ماي الجاري، يومين تقريبا بعد انتهاء حالة الطوارئ، في حال لم تُمدد؛ كشفت مصادر عليمة ل«أخبار اليوم» أن الأمر لا يتعلق بإعادة فتح الحدود، بل بتسهيل، استثنائيا، لعملية عودة إسبان ومهاجرين مغاربة إلى بيوتهم وأعمالهم في الجارة الشمالية عبر عدة رحلات بحرية ابتداء من زوال يوم الجمعة المقبل. وتابعت المصادر ذاتها أن الحدود كانت مغلقة فقط في وجوه الأشخاص منذ 13 مارس الماضي، فيما ظلت خطوط نقل السلع مفتوحة، علما أن «أخبار اليوم» كانت أشارت في مقالين سابقين إلى أن إسبانيا ستتوقف عن ترحيل مواطنيها العالقين جوا، وستستعيض عن ذلك برحلة بحرية، لكن الجديد هو تنظيم أكثر من رحلة واحدة نظرا إلى وجود آلاف الإسبان والمهاجرين المغاربة المقيمين بإسبانيا عالقين في مختلف المدن المغربية. ورغم الترحيب الذي استُقبل به هذا القرار الذي أعلنته السفارة الإسبانية بالرباط، فإنه أثار استياء عدد مهم من العالقين الذين وجودوا أنفسهم محرومين من الخروج في الرحلة البحرية الأولى، يوم الجمعة المقبل، لا لشيء إلا لأنهم دخلوا المغرب دون وسيلة نقل خاصة. بل أكثر من ذلك، اشتُرطَ أن تكون لوحات ترقيم السيارات أوروبية. وستتكفل سفينة «باهاما ماما»، التابعة لشركة النقل البحري الإسبانية «بالياريا»، بنقل الفوج الأول من العالقين انطلاقا من ميناء طنجة المتوسط صوب ميناء مالقة. وتبلغ القدرة الاستيعابية للسفينة، التي جرى إصلاحها أخيرا، نحو 1000 مسافر و350 عربة، ونظرا إلى ظروف السلامة الصحية ولتجنب انتقال العدوى بين المسافرين، فإنها ستنقل من ميناء طنجة يوم الخميس المقبل، ابتداء من الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، 650 مسافرا فقط، وبشروط. وظهر غضب المحرومين إعادة فتح الخط البحري طنجة-مالقة الأسبوع المقبل من السفر في الرحلة الأولى بشكل جلي في تعليقاتهم الغاضبة على تغريدة السفارة الإسبانية على حسابها في «تويتر» بهذا الخصوص، حيث عبر المقصيون من الرحلة الأولى عن تنديدهم بالقرار لوزيرة الخارجية الإسبانية، آرانتشا غونثاليث لايا. ويرجح أن هذا القرار المثير للجدل «مفروض» من شركة النقل «بالياريا» التي نشرت تفاصيل الرحلة، فيما اكتفت السفارة بالقول إن القرار يشمل من لديهم عربات. وفرضت الشركة على العالقين المرشحين للسفر تحديد مكان التوجه بالضبط عند الوصول إلى إسبانيا، إلى جانب التزام المسافر بالخضوع للحجر الصحي مدة 14 يوما، كما نص على ذلك القرار الأخير للمجلس الحكومي الإسباني؛ وضرورة التوفر على الجنسية الإسبانية أو الإقامة القانونية بإسبانيا؛ وإلزامية وضع الكمامة؛ والاطلاع على الإجراءات المعتمدة في إسبانيا بخصوص محاربة الجائحة؛ وملء استمارة طلب السفر في الرحلة الأولى، علما أن آخر أجل لقبول الطلبات هو يوم 18 ماي؛ ودفع سعر الرحلة عبر البطاقة البنكية بتواصل مع الشركة. وتفيد لائحة أسعار الرحلة الأولى، والتي اطلعت عليها «أخبار اليوم»، بأنه على كل راشد دفع 740 درهما، و420 درهما للقاصر، و210 دراهم للطفل، فيما يبلغ سعر السفر في المقصورة 1500 درهم، فيما تتراوح أسعار نقل العربات ما بين 1800 درهم و2480 درهما، و750 درهما فقط للدراجة النارية. من جهتها، قالت وكالة الأنباء الإسبانية «إيفي»، نقلا عن مصادر قريبة من الملف، إن الرحلة الأولى ستشمل 650 مسافرا و350 سيارة، مشيرة إلى اعتزام تنظيم رحلات أخرى، دون تحديد المواعيد، بهدف نقل آلاف الإسبان والمغاربة المقيمين بإسبانيا والعالقين منذ شهرين في المغرب.