وجهت الصين حزمة من المساعدات إلى الجمهورية الجزئرية، لمواجهة الأزمة الصحية المرتبطة بتفشي فيروس كورونا المستجد عبر تقديم مساعدة تنوعت بين مساعدات عينية وخبرات بشرية فضلا عن بناء مستشفى لمكافحة الوباء. وقبل أسبوع، هبطت في مطار الجزائر طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية قادمة من بكين وعلى متنها فريق طبي صيني. كما حملت الطائرة معدات وقاية وتحليل وأجهزة تنفس، بقيمة 420 ألف يورو، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية. وجاءت هذه المساعدات على شكل هبة من شركة البناء الصينية العملاقة “سي أس سي إي سي” باسم الدولة الصينية. كما سيتم بناء مستشفى صغير لتوفير خدمات الوقاية ومكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد لصالح نحو أربعة آلاف عامل صيني وخمسة آلاف جزائري ، حسب وكالة أنباء الصينالجديدة الرسمية. ويشكل الصينيون أكبر جالية أجنبية في الجزائر، ويقدر عددهم بعشرات الآلاف ومعظمهم من العاملين في مشاريع البناء الكبرى. وكانت مجموعة البناء الصينية هي التي بنت جامع الجزائر الكبير في العاصمة. وأمام سرعة انتشار الوباء (1171 حالة مؤكدة منها 105حالة وفاة)، تقدمت الجزائر بطلب إلى الصين لشراء ملايين الأقنعة و30 ألف عد ة فحص وملابس واقية ومعدات أخرى. وكان كل شيء سيكون على ما يرام لولا الجدل في الجزائر بعد تصريحات أحد المحللين، على القناة الفرنسية فرانس 24، قال فيها إن المساعدة الطبية الصينية ذهبت مباشرة إلى مستشفى عسكري في العاصمة. وأثار ذلك غضب السلطات الجزائرية التي كذبت هذه المزاعم واستدعت السفير الفرنسي في الجزائر، كزافيي دريونكور، لإبلاغه “باحتجاجاتها القوية”. ورد السفير بأن “جميع وسائل الإعلام تتمتع باستقلال خطها التحريري في فرنسا، وهي محمية بالقانون”. ومن جانبها، انتقدت السفارة الصينية في الجزائر في بيان “تصريحات كاذبة وتافهة تنم عن حقد وجهل بحقيقة المساعدة التي قدمتها شركة صينية للجزائر”. وفي ما يتعلق بالمسؤولين الجزائريين، فقد أكدوا مجددا “امتنانهم” للصين – “الصديق الحقيقي للجزائر” – للمساعدة التي قدمتها باسم عمق العلاقات التاريخية. وقال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الجزائر، اسماعيل دب ش لوكالة فرنس برس إن “الجزائر لها علاقات خاصة مع الصين تعود إلى حرب التحرير (1954-1962)”. وخلال الحرب الأهلية في الجزائر التي عرفت بالعشرية السوداء (1992-2002)، كثفت الصين علاقاتها السياسية والاقتصادية، في حين سحبت العديد من الدول الغربية موظفيها الدبلوماسيين.