بعد شهر من زيارته الخاصة لمدينة الحسيمة، التي التقى خلالها عددا من الفاعلين السياسيين، والحقوقيين، للوقوف على ما تعيشه المدينة بعد سنوات من اندلاع “حراك الريف”، وجه وفد من البرلمان الهولندي مراسلة جديدة إلى وزير الخارجية الهولندي. وقالت البرلمانيتان الهولانديتان، ساديت كارابولوت، وليليان مارينسن، المنتميتين إلى الحزب الشعبي الهولاندي، في التقرير، الذي أصدرتاه، أمس الاثنين، عقب زيارتهما للريف، إنه مباشرة بعد وصولهما إلى هولندا عائدتين من الحسيمة، وجهتا مراسلة إلى وزير الخارجية الهولندي، ستيف بلوك، تضم عشرين سؤالا مرتبطا بموقف هولندا من الإجراءات، التي اتخذتها السلطات المغربية لإخماد “حراك الريف”. وطالب الوفد البرلماني الهولندي ستيف بلوك، بكشف موقفه من المحاكمات، التي طالت نشطاء حراك الريف في المغرب، ومدى استعداده للحديث علنا عن قضية حراك الريف، وتبنيه لمطلب إطلاق سراح كافة المعتقلين على خلفية هذا الملف. وطالب الوفد البرلماني بلوك بكشف الاتصالات، التي أجرتها الحكومة الهولندية مع نظيرتها المغربية حول قضية معتقلي حراك الريف، وتلك التي تم إجراؤها مع هيأة دفاع المعتقلين، وحقيقة تعرضهم للتعذيب. الوفد البرلماني ذاته، بعد زيارته لمدينة الحسيمة، ولقائه بعائلات المعتقلين، خلص إلى أن الوضع الصعب في الريف، دفع عددا من أبنائه للهجرة، مطالبا الاتحاد الأوربي بضرورة التنصيص على تنمية منطقة الريف. يذكر أن الأحزاب اليسارية الهولندية تولي اهتماما خاصا لقضية حراك الريف، ومعتقليه، وسبق لها أن طرحت هذا الموضوع مرارا أمام البرلمان الهولندي، وجرت وزير الخارجية الهولندي إلى المساءلة، وطالبته بمراسلة المغرب لتوضيح خلفيات اعتقاله لنشطاء حراك الريف. ومنذ أكثر من سنة، تحول موضوع حراك الريف إلى نقطة توتر حقيقية بين هولندا، والمغرب، حيث سبق لوزير الخارجية الهولندي أن انتقد سياسة المغرب في الريف، بعد حملة اعتقال نشطاء الحراك، وهو ما رد عليه نظيره المغربي ناصر بوريطة في ندوة مشتركة بينهما بلهجة شديدة، واصفا تصريحات الوزير الهولندي بأنها تدخل في الشؤون الداخلية للمغرب، ومضيفا أن المغرب "لا يقبل الدروس من أحد". وبلغ تطور التوتر بين البلدين، المغرب، وهولندا، خلال السنة الماضية، مستويات متقدمة، إذ سبق لوزير العدل المغربي أن ألغى زيارته، التي كانت مقررة إلى هولندا، وأعلنت وزيرة هولندية، أخيرا، أن السلطات المغربية رفضت استقبالها لمناقشة قضية المغاربة طالبي اللجوء في هولندا.