يجري وفد من البرلمانيين الهولنديين، خلال الأسبوع الجاري، زيارة خاصة لمدينة الحسيمة، لثلاثة أيام، يلتقي خلالها عددا من الفاعلين السياسيين، والحقوقيين، وسط أمله في لقاء ممثلين عن السلطات المحلية، ومنتخبين. وقالت مصادر، اليوم الثلاثاء، إن الوفد، المكون من أربعة نواب برلمانيين هولنديين من اليسار، حظي، أمس الاثنين، باستقبال من طرف حقوقيين في مطار الشريف الإدريسي في الحسيمة، والتقى نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، ومصطفى البراهمة، الكاتب الوطني للنهج الديمقراطي، وبعض الحقوقيين، والقانونيين. ومن المرتقب أن يلتقي وفد البرلمانيين الهولنديين، اليوم، وفدا عن جمعية "ثافرا" لعائلات معتقلي حراك الريف، يرأسه أحمد الزفزافي، والد القيادي في حراك الريف، ناصر الزفزافي، وفعاليات أخرى، فيما أكدت المصادر ذاتها أن الوفد يسعى إلى لقاء مع السلطات المحلية، أو الإقليمية في الحسيمة، وكذا مع بعض المنتخبين "إن شاؤوا". وكانت أنباء قد تحدثت عن وجود الهولندية كاتيري بيري، عضو البرلمان الأوربي ضمن الوفد المذكور، غير أن هذه الأخيرة نفت، أمس، زيارتها للمغرب، مؤكدة أنها لا تزال تنتظر موافقة السلطات المغربية، بعدما كانت قد وجهت اتهامات إلى الداخلية المغربية، قبل أشهر، بمنعها من زيارة الحسيمة. يشار إلى أن الأحزاب اليسارية الهولندية تولي اهتماما خاصا لقضية حراك الريف، ومعتقليه، وسبق لها أن طرحت هذا الموضوع مرارا أمام البرلمان الهولندي، وجرت وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك إلى المساءلة، وطالبته بمراسلة المغرب لتوضيح خلفيات اعتقاله لنشطاء حراك الريف. ومنذ أكثر من سنة، تحول موضوع حراك الريف لنقطة توتر حقيقية بين هولندا والمغرب، حيث سبق لوزير الخارجية الهولندي أن انتقد سياسة المغرب في الريف بعد حملة اعتقال نشطاء الحراك، وهو ما رد عليه نظيره المغربي ناصر بوريطة في ندوة مشتركة بينهما بلهجة شديدة، واصفا تصريحات الوزير الهولندي بأنها تدخل في الشؤون الداخلية للمغرب، ومضيفا أن المغرب "لا يقبل الدروس من أحد". وبلغ تطور التوتر بين البلدين، المغرب وهولندا، خلال السنة الماضية، مستويات متقدمة، إذ سبق لوزير العدل المغربي أن ألغى زيارته، التي كانت مقررة إلى هولندا، وأعلنت وزيرة هولندية، مؤخرا، أن السلطات المغربية رفضت استقبالها لمناقشة قضية المغاربة طالبي اللجوء في هولندا.