يضع الموالون لتيار “الشرعية” الذين كانوا محسوبين على حكيم بنشماش، الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، أيديهم على قلوبهم، عقب ظهور مؤشرات جدية على مساعي لدى الأمين العام للحزب، عبد اللطيف وهبي لتشكيل مكتبه السياسي بمعزل عن أي توافقات. وحتى الآن، لم يشرع وهبي في أي مشاورات بخصوص الكيفية التي يجب عليه أن يشكل مكتبه السياسي، لكنه كان حاسما في التشديد على أن لوحده هو صلاحية فعل ذلك. وهبي اكتفى بالقول لموقع “اليوم 24″، بأن “ليس لديه في باله اليوم أي اسم” قد يدرجه ضمن تركيبة مكتبه السياسي. وكان الموالون لتيار “الشرعية” يأملون في الحصول على حصة بالمكتب السياسي، ولسوف يجري الحديث عن حصة من خمسة أعضاء جرى التوافق حولهم، لكن الخلافات حول العربي المحرشي عرقلة أي تقدم في هذا الخصوص. مصدر مطلع قال “إن هذه الترتيبات غير حقيقية، وليس لدى الأمين العام علم بها، ولا هو معني بها كذلك”. العربي المحرشي الذي يبدو على علاقة جيدة بوهبي، لكنه موضوع رفض شديد من فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني للحزب، كان الفاعل الرئيس في العملية التي قادت فجأة إلى تنازل أربعة مرشحين لفائدة وهبي في اليوم الثاني لمؤتمر الحزب. المرشحون هم محمد الشيخ بيد الله، والمكي زيزي، وعبد السلام بوطيب، والكفاية التائب. ووفق مصدر كان مطلعا على تلك التسوية، فإن المحرشي هو من قرر فجأة ليلة السبت، وبعد ساعة ونصف من نشر بيان مشترك للمرشحين المعنيين يدينون به وهبي وجماعته بدعوى إفساد المؤتمر، أن يفرض على المرشحين الأربعة اجتماعا بمعية وهبي، ولقد حضره بنشماش أيضا. “بشكل مفاجئ، ذهب المحرشي عند المرشحين المعنيين، وتحدث إليهم فرادى، ولقد خضعوا لإرادته بشكل مريب، وأتوا للاجتماع”. كما قال مصدر حضر الاجتماع. وفي ذلك الاجتماع، تحدث المحرشي أولا، فيما بقي وهبي هو آخر المتحدثين. ولسوف يعرض المحرشي صفقة واضحة: تنازل المرشحين مقابل العضوية في المكتب السياسي. وتلاه في ذلك بيد الله، وباقي المرشحين الذين شعروا بأن الصفقة مشجعة. لكن وهبي سيرفض ذلك. “تحدث وهبي لوقت قليل، معلنا بأن العضوية في المكتب السياسي لن تكون موضوع مساومة”، كما قال مصدر من هناك. ثم أضاف وهبي بحسب المصدر نفسه، بأن لوحده-أي وهبي- “الحق في أن يشكل مكتبه السياسي كما يريد وفقا لمعايير هو من يراها مناسبة”، وأردف: “ستكون الأمور بهذه الطريقة، فإما تقبلوا بها كما هي، وإما نذهب إلى صناديق التصويت في المؤتمر”. بعدها ساد الصمت، قبل أن يعلن المحرشي أيضا، وهو ليس بمرشح، لكنه تحدث نيابة عن باقي المرشحين في ذلك الاجتماع، بأن “الأمور واضحة، كما هي منطقية”، ولمح إلى أن شروط وهبي مقبولة. ولسوف يقبل باقي المرشحين بذلك، على مضض تحت تأثير المحرشي، باستثناء سمير بلفقيه. ولقد غادر بيد الله الاجتماع وقد شعر بوعكة ألمت به، لكنه فوض للمحرشي ترتيب تنازله أيضا لفائدة وهبي. ويقول قياديون شاركوا في هذا الاجتماع، إن المحرشي كان يتحدث تحت تأثير نفوذ كبير على باقي المرشحين، لكننا لم نعرف باسم من كان يتحدث، ولا بأي نبرة كان يستخدم عندما أجبر المرشحين الأربعة على التخلي عن السباق لفائدة وهبي. “لكنه كان مقنعا بشكل مذهل على ما يبدو”.