أنهى عبد اللطيف وهبي، الوجه البارز في تيار “المستقبل”، ملامح اتفاق أولي للمصالحة داخل حزب الأصالة والمعاصرة، لكنه على ما يبدو، لا يحظى بإجماع قادة التيار المناهض لحكيم بنشماش، الأمين العام للحزب. الاتفاق الأولي جرى في اجتماع تلاه حفل غذاء، حضره وهبي مسنودا بفاطمة الزهراء المنصوري، ومحمد بنسعيد من تيار “المستقبل”، فيما حضره من جانب تيار “الشرعية” كل من بنشماش نفسه، والعربي المحرشي، رئيس هيئة منتخبي الحزب، وأحمد التوهامي رئيس اللجنة التحضيرية التي شكلها بنشماش وأبطلت شرعيتها محكمة الاستئناف بالرباط مؤخرا، بالإضافة إلى محمد معزوز. ومن المقرر أن يعقد اجتماع للمكتب السياسي للحزب أو ما تبقى منه، للمصادقة على الاتفاق، يتلوه حفل عشاء في بيت وهبي. اللقاء وفق قيادي حضر الاجتماع، خرج بقناعة وحيدة هي ترتيب نتائج قرار محكمة الاستئناف القاضي بتزكية شرعية اللجنة التحضيرية التي يقودها سمير كودار، عن طريق مشاركة أنصار بنشماش في المؤتمر المعلن عنه في شهر فبراير المقبل. المصدر ذاته لم يقدم تفاصيل أخرى عن ما إن كانت قد جرت مقايضة في هذا الاجتماع حول توزيع المسؤوليات داخل الحزب، مكتفيا بالقول إن بلاغا سيصدر عن المكتب السياسي للحزب لاحقا هذا اليوم، سيوضح طبيعة الاتفاق المبرم. لكن مصادر أخرى في قيادة تيار “المستقبل” قالت إن هذا الاتفاق لم يجر التصديق على مضامينه بعد، وسيعرض لاحقا على قيادة التيار لتدارسه. قياديون في التيار يتخوفون من أن يكون وهبي قد وافق على تنازلات بخصوص توزيع المسؤوليات في الحزب، خصوصا بشأن الهيئة الوطنية للمنتخبين، ولجنة الانتخابات، والمكتب السياسي. لكن وهبي قال لنا إنه لم يناقش هذه الأمور في اجتماع اليوم. ويشكك بعض قادة التيار في ذلك، بدعوى أن وهبي يخطط فقط لتزكية من الجناحين لتوليه الأمانة العامة للحزب، دون اكتراث بفقدان المكاسب التنظيمية التي حققها التيار طيلة فترة الصراع التي تناهز عاما حتى الآن.