في أول تعليق له على الحكم الصادر، اليوم الأربعاء، من المحكمة الابتدائية في الرباط، لصالح أمينه العام، حكيم بنشماش، قال عبد اللطيف وهبي، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، وأحد الوجوه البارزة في تيار “المستقبل”، إن جماعته قررت استئناف الحكم الابتدائي، وستضع طلب الاستئناف، غدا الخميس، في المحكمة المختصة. ووهبي، هو منسق دفاع سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع للحزب (المتنازع عليها). ويأتي ذلك، عقب ظهور مؤشرات على وجود رغبة لدى بعض القياديين في ترك المسطرة القضائية جانبا، وحسم الخلافات داخل الحزب بواسطة الضغط التنظيمي. وتجمهر عشرات من أنصار بنشماش في مقر المحكمة الابتدائية في الرباط، حيث دعي إلى مظاهرة، قبيل الإعلان عن الحكم في هذه القضية، وهي عملية نظر إليها أعضاء تيار “المستقبل” على أنها تمثل ضغطا على السلطات القضائية. وبعد الحكم لصالح بنشماش سادت أجواء احتفالية أمام المحكمة الابتدائية في الرباط، ثم في مقر الحزب المركزي لاحقا. وظهر العربي المحرشي، القيادي البارز في الحزب، وسط المحتفلين، وهو يلبس قميصا رياضيا وبنطلونا قصيرا، فيما لم يظهر بنشماش في أي من اللقطات المنشورة. بنشماش كان قد رفع دعوى قضائية ضد سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع (المتنازع عليها)، وحكمت المحكمة بقبول جميع طلباته شكلا، وموضوعا، وحكمت ببطلان انتخاب كودار رئيسا لهذه اللجنة، وأيضا ب”بطلان كل القرارات، والأعمال الصادرة عن هذه اللجنة، وما يترتب عن ذلك من آثار قانونية”، أي بما في ذلك إعلان هذه اللجنة عن عقد مؤتمر للحزب منتصف شهر دجنبر المقبل. لكن وهبي أكد أن التحضيرات لمؤتمر الحزب كما أعلنت عنه اللجنة التحضيرية، التي يقودها كودار، “سوف تستمر قدما”، معلنا أن اجتماعات ستجري هذا الأسبوع، لحسم التفاصيل التقنية، والتنظيمية لعقد المؤتمر في موعده. وأوضح وهبي أن الحكم الابتدائي “لن يثني تيار المستقبل عن المضي قدما في مشروعه السياسي، والتنظيمي داخل حزب الأصالة والمعاصرة”. وطالت المعركة بين الطرفين على مستوى الأرض لأزيد من ستة أشهر، قبل أن يباشر بنشماش المسطرة القضائية في وجه معارضيه، وأصدر، طوال هذه المدة، الكثير من القرارات العقابية ضد مخالفيه، تراوحت بين الطرد، وتجميد العضوية، وشملت قياديين في تيار “المستقبل”، أبرزهم أحمد اخشيشين، الأمين العام بالنيابة، ومحمد الحموتي، رئيس المكتب الفيدرالي للحزب، ومجموعة من أعضاء المكتب الفيدرالي، والمجلس الوطني، ناهيك عن طرد سمير كودار نفسه من الحزب، لكن هذا الأخير رفع دعوى قضائية ضد طرده، وستصدر المحكمة الابتدائية بالرباط حكمها، غدا، في هذه القضية. ويملك خصوم بنشماش أغلبية داخل المجلس الوطني للحزب، وحوالي نصف عدد أعضاء المكتب السياسي، وغالبية أعضاء المكتب الفيدرالي – قبل إعادة تغيير ملامحه من لدن بنشماش- لكن، وإن كان يبدو أن لهذا التيار المقدرة العملية على الإطاحة ببنشماش، إلا أن المسلك القضائي، الذي اتخذته الخلافات الجارية بين الطرفين، قادت إلى حكم يناقض الوقائع على الأرض، خصوصا أن “المستقبل” كان يأمل في أن يُعزز حكم لصالحه، من قوته المستمدة من حكم أكادير، الذي قضى بشرعية قيامه بأنشطته، وأيضا لسماح سلطات وزارة الداخلية له بشكل مستمر بعقد تجمعاته في المدن.