ضرب قرار محكمة الاستئناف بالرباط، في مقتل آمال الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، حكيم بنشماش، في محاولته لاستعادة السيطرة على حزبه. القرار الذي أبطل الحكم الابتدائي في قضية شرعية سمير كودار رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع للحزب، وضع الحزب على سكة جديدة، يصبح فيها خصوم الأمين العام، في تيار “المستقبل” هم المتحكم في مستقبل الحزب. لكن رغم ذلك، لا يظهر قادة تيار “المستقبل” أي نزعة للانتقام. وهي نفس الطريقة التي حاول بها بنشماش التعامل مع خصومه عقب صدور الحكم الابتدائي لصالحه، حيث قرر تعليق قرارات تأديبية في حق بعض قياديي هذا التيار. وقال سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة إن قرار محكمة الاستئناف لصالحه “من شأنه أن يعزز الوحدة” داخل حزبه، وليس مزيدا من الانقسامات. وكان بنشماش قد شكل لجنة تحضيرية موازية وضع على رأسها أحمد التوهامي، وهي أولى ضحايا القرار الصادر عن محكمة الاستئناف. كودار الذي كان يتحدث إلى “اليوم 24″، عقب صدور القرار الاستئنافي، قال إن تيار “المستقبل” لم يسع سوى إلى “إعادة ضبط الاتجاهات” بالنسبة إلى حزبه، و”لم يكن يخطط لتصفية سياسية لأي طرف داخل البام”، مضيفا أن الخلاف السياسي كان بالمقدور تسويته خارج المحاكم، ولكن تيار المستقبل وجد نفسه مجبرا على الدفاع عن مصالحه وشرعية اللجنة التحضيرية التي يرأسها بعدما نقل الأمين العام للحزب هذا الصراع إلى ردهات المحاكم. كودار أعلن قائلا: “ليست هناك أحقاد”. وأوضح مستدركا: “قرار محكمة الاستئناف ليس سوى تصحيحا لصراع أخذ وقتا طويلا من حياة الحزب كان بالإمكان استثماره لتقويم الاعوجاجات، والمضي قدما”. ودعا كودار الأنصار المتحلقين حول بنشماش إلى الأخذ بروح قرار المحكمة، ووضع اليد في اليد: “ليست هناك كلمات مثل هزيمة أو استسلام في هذه القضية.. قرار المحكمة دعوة لجميع أعضاء الحزب إلى إعادة التجمع، والتركيز على الأولويات الضرورية في البناء التنظيمي والتقويم السياسي”. بنشماش كان حاول عقب صدور حكم ابتدائي لصالحه، أن يطلق مبادرة مصالحة، لكن قادة تيار “المستقبل” قابلوها بحذر، لاسيما أن القضية ذهبت إلى الاستئناف. ولم يصدر أي تعليق من لدن بنشماش عقب القرار الاستئنافي. وقال كودار إن الأمور “باتت واضحة الآن”، وعلى الجميع “أن يأخذوا الدروس مما حدث، نحن وهم”. ويقصد بذلك دعوة عامة تسري اليوم في صفوف أعضاء الحزب حول ضرورة أن تحتوي اللجنة التحضيرية عناصر من الطرف المقابل. اللجنة التحضيرية التي يقودها كودار، أعلنت عن عقد مؤتمر للحزب في منتصف دجنبر، لكن يبدو بأن هذا التاريخ سيكون موضوع مراجعة جديدة. ورغم أن كودار لم يبد أي رأي بخصوص ما إن كان المؤتمر قابلا للتأجيل لوقت لاحق، إلا أنه أشار إلى أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر “ستعقد في غضون الأيام القليلة المقبلة، اجتماعا لتقييم التحضيرات الجارية، وتحديد إمكانات عقد المؤتمر من جميع النواحي”. مشددا على أن “التحضير للمؤتمر يجب أن يكون بتأن بعد الآن، وقد حاز لجنته على مشروعيتها التامة”. وعانى كودار بشكل شخصي، من هذا الصراع داخل “البام”، حيث كان بنشماش قد قرر طرده من صفوف الحزب مباشرة بعد انتخابه رئيسا للجنة التحضيرية هذه. لكن كودار نجح في انتزاع حكم من المحكمة لصالحه يبطل قرار طرده، ويعيده إلى صفوف الحزب، قبل أن تجعله محكمة الاستئناف في قضية شرعية اللجنة التحضيرية، الرجل الأكثر نفوذا داخل “البام”.