بشكل مفاجئ، عادت مظاهر الأزمة لتلقي بظلالها على حزب الأصالة والمعاصرة بعدما كان يُعتقد بأن مصالحة ما بعد قرار محكمة الاستئناف قد وضعت نهاية للصراع الذي أخذ من عمر الحزب حوالي عام من الزمن. الترتيبات الجارية لعقد المؤتمر كانت النقطة التي أفاضت كأس الخلافات، رغم أن اللجان التي عملت على تحديد شروط ومعايير عملية الانتداب حازت قراراتها على موافقة مطلقة بين أعضائها الذين يتكونون من خليط من اللجنتين التحضيريتين لكل من سمير كودار وأحمد التوهامي. وبينما تتكون جبهة تحيط بالأمين العام للحزب، حكيم بنشماش، تدعو لإعادة تدقيق الشروط المقررة للانتداب بعدما سرت مخاوف من أن تستعمل المعايير المتفق عليها لإغراق المؤتمر بالموالين لقادة تيار “المستقبل”، فإن “جبهة مقاومة” تتشكل على الضفة الأخرى لإيقاف أي تمدد للدعاوي الجارية نحو فكرة تأجيل أو نسف المؤتمر، أو في خطوة أولى، نسف عمليات الانتداب التي جرى تأخيرها لنهاية هذا الأسبوع حتى تسوية الخلافات بشأن اللوائح والمعايير داخل بعض الجهات. ويوجد سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر في طنجة، بمعية فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني للحزب، لتنقية الأجواء بين أعضاء الحزب هناك بخصوص عملية الانتداب المقرر إجراؤها يوم السبت المقبل. ويبدو بأن كودار يسعى بالفعل لتطويق أي تأثيرات للانتقادات التي كيلت لهذه العملية، لاسيما أن تسريب لوائح المنخرطين بالحزب لعام 2017، “يشتم منه رائحة محاولة نسف لعملية الانتداب برمتها”، وفقا لقول كودار. كودار، قال لموقع “اليوم 24″، إن “هناك [داخل الحزب] من يحلم بإفساد المؤتمر (المقرر يوم 7 فبراير) أو تأجيله”، لكن وفقا لكودار، فإن “اللجنة التحضيرية تمضي قدما في مسعاها لأن لا يحدث أي تغيير في جدولة المواعيد المقررة للمؤتمر، وهي على قدر عال من المسؤولية لحماية الحزب من التشويش.. سنستمر في فعل ما نفعل”. ثم يؤكد: “لن يكون هناك أي تأجيل”. ووصف كودار ما حدث من أعمال تسريب لوثائق الحزب بكونها “حملة تشويش حالمة”. مضيفا أن “قادة الحزب على وعي بما يحدث، وهم يطلبون من أعضاء الحزب ألا يأخذوها في عين الاعتبار”. ويشير كودار إلى “النجاحات المحققة حتى الآن على مستوى عملية الانتداب” بوصفها سببا يدفع “بعض الجهات” إلى “التشويش على التحضيرات الجارية للمؤتمر”. موضحا أن “مصادر أعمال التشويش هذه قد جرى تحديدها، وسيتم التعامل معها في الوقت المناسب وفقا للطرق المقررة في قانون الحزب”. ثم يضيف: “لقد حددنا كل شيء، من أوعز لمن ولماذا فعل ذلك. لدينا جميع الأدلة”.