طلب اوباما من اللوبي من أجل اسرائيل في واشنطن، ايباك، استخدام نفوذه في تلة الكابيتول من أجل الهجوم في سورية. يدير الرئيس باراك اوباما هذا الاسبوع حربا يائسة، ليس ضد بشار الاسد الذي يهدده بالهجوم، بل ضد الاغلبية بين الجمهور الامريكي التي تعارض الحملة العسكرية في سورية، وتقول لمنتخبيها في الكونغرس بانها غير معنية بالحرب، وذلك في اطار حملة المساعي العامة التي يخوضها اوباما ووزير الخارجية جون كيري لاقناع اعضاء الكونغرس وحلفاء أمريكا لتأييد الهجوم الامريكي على سورية، والحفاظ بذلك على مكانة الولاياتالمتحدة التقليدية ك'شرطي العالم'. في إطار هذه المساعي طلب اوباما من اللوبي من أجل اسرائيل في واشنطن، ايباك، استخدام نفوذه في تلة الكابيتول من أجل الهجوم في سورية. وقد استجاب هذا له وأغرق اعضاؤه النواب في الكونغرس، الذي يعتبر الساحة البيتية للمنظمة، برسائل تأييد للهجوم. وبعد سنوات من العلاقات الباردة، ربط اللوبي المؤيد لاسرائيل مصيره بمصير حكم اوباما، وهكذا فان استخدام الكونغرس للفيتو على شن الحملة العسكرية او كبديل حصول عملية غير ناجحة في سورية، سيضر ليس فقط بحكم اوباما بل وبايباك ومكانتها ايضا. كمواطنين أمريكيين يحق لاعضاء لوبي ايباك ان يقولوا رأيهم للشيوخ وللنواب في المجلسين، بل ومحاولة التأثير على قرارهم. ولكن ما هو مسموح لهم ليس مسموحا لمواطني اسرائيل، بمن فيهم مقررو السياسة والوزراء الذين يتحدثون في صالح هجوم امريكي في سورية، بل ويناشدون الولاياتالمتحدة اخراجه الى حيز التنفيذ. عليهم أن يفهموا بان وأنها ليست مخولة بالتعبير عن السياسة الاسرائيلية. ليس واضحا في هذه المرحلة بعد، ما اذا كانت الحملة العسكرية في سورية ضرورية بالفعل لحماية المصالح الامريكية. والحكومة في القدس، المسؤولة عن المصلحة الاسرائيلية، لم تبلور بعد موقفا رسميا يقرر اذا كان سقوط الاسد صالحا أم طالحا لاسرائيل. ومع ان انهيار حكم الاسد سيؤدي الى انقطاع محور ايران سورية حزب الله ولكن لا يمكن أن نعرف ما اذا كان المبنى المتفكك لسورية التي تمزقت'الى اقاليم ومناطق سائبة، ستكون اخطر أم أقل خطورة. ان الشعب الامريكي هو صاحب السيادة الوحيد والمخول باتخاذ قرارات الحرب والسلام في كل ما يتعلق بجيشه. والشعب الاسرائيلي ومقررو السياسة في اسرائيل يتعين عليهم أن يتخلوا عن التبجح والتدخل فيها. ‘