خلف الحكم الإستئنافي الصادر بحق الصحافي توفيق بوعشرين مؤسس جريدة “أخبار اليوم” وموقع “اليوم 24″، حالة من الصدمة بين المغاربة، كما أثار موجة من التضامن بلغت زنازين معتقلي الرأي. وعبر الصحفي حميد المهداوي، مدير موقع بديل، المتوقف عن الصدور، المعتقل بسجن تيفلت، عن تضامنه المطلق مع زميله، عقب صدور قرار محكمة الإستئناف ليلة أمس رفع العقوبة السجنية لبوعشرين من 12 إلى 15 سنة. وجاء ذلك في رسالة مؤثرة وجهها المهداوي لبوعشرين قال فيها “طيلة مدة حبسي لما يزيد عن سنتين بتهمة سريالية وهي إدخال دبابة للمغرب، تعرضت لكثير من المعاناة والألم والاضطهاد لم تسل فيها عيني لكن بكيت مرتين، الأولى عندما تمت إدانتك ابتدائيا ب12 سنة ، والمرة الثانية عندما أخبرتني ابنتي بإعتقال صديقي ورفيقي المحامي محمد المسعودي، واليوم أبكي للمرة الثالثة بعد ما علمت بإدانتك للمرة الثانية مع رفع العقوبة”. وأضاف المهداوي مخاطبا بوعشرين “رغم اختلافنا قبل اعتقالي كانت جريدتك أيقونة الصحافة الورقية، وطاقمها الرائع خير ساند لي في محنتي ومؤنسي في عزلة تحت الأرض”. وتابع المهداوي في الرسالة التي نقلتها عنه زوجته: “لن ننسى مافعلته من أجلي. لن أنسى وأنت تبحت عني في قبو المحكمة حتى تشاركني طعامك. لن أنسى شهادتك في حقي والتي اخبرني بها مسؤول أمني في المحكمة ” المهدوي راجل، وصحفي مقتدر “. وأضاف المهداوي “تضامني المطلق معك زميلي في محنتك محنتنا. تضامني مع زوجتك وأطفالك. تضامني مع جميع الصحفيين في “اخبار اليوم ” و “اليوم 24″ ، وكل الصحافين المغاربة الذي ساندوني في محنتي، تأكد أن أبناءك هم أبنائي. تأكد ان دموع أطفالنا ماهي إلا ضريبة للوطن .أما التفاصيل فلا تهمني. يكفيني مجازر الإجراءات الجنائية التي مورست في الملف”. وكانت محكمة الاستئناف في الدارالبيضاء، قد رفعت ليلة أمس الجمعة، الحكم الابتدائي على الصحافي توفيق بوعشرين، إلى 15 سنة عوض 12 سنة، كما رفعت التعويضات المالية للمشتكيات اللواتي شاركن في عملية “ذبح” صحافي حر. وتبعا لذلك، ووسط ذهول المتابعين، قضت المحكمة بتعويض المطالبات بالحق المدني، وهم كل من أسماء الحلاوي بتعويض يصل ل800 ألف درهم، وسارة المرس بتعويض يصل ل500 ألف درهم، ونعيمة الحروري 400 ألف درهم، ووداد ملحاف 400 ألف درهم، فيما قضت بالنسبة لباقي المشتكيات بتعويضات تصل ل150 ألف درهم، بالإضافة إلى تعويض 300 ألف درهم للدولة. وتم خلال هذه الجلسة الإكتفاء فقط، بالكلمة الأخيرة لتوفيق بوعشرين، بعدما قدم دفاعه طلبا لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، يوم أمس الخميس، بإلقاء توفيق بوعشرين كلمته الاخيرة، بعد أن اعلن انسحابه في الجلسات السابقة. ووجه الصحافي توفيق بوعشرين أربع رسائل لهيأة الحكم، قبل الحكم عليه، خلال الساعات المقبلة، إذ تمنى الصحافي بوعشرين، على المحكمة استحضار، أثناء النطق بالحكم، روح القرار الملكي، القاضي بالعفو عن الصحافية هاجر الريسوني، مبرزا أن "هذا القرار له ابعاد تتجاوز النازلة المذكورة، والشروع في المرحلة الجديدة، التي أعلن عنها الملك محمد السادس خلال افتتاحه البرلمان"، مشيرا إلى" فرحة المغاربة بهذا القرار الذي وصفه ب" الرحيم والحكيم والمتبصر". واوضح توفيق بوعشرين، أسباب انسحابه من المحاكمة، قائلا "لم اهرب من المحاكمة، عندما انسحبت في جزء منها، انسحابي هذا، جاء أساسا، بسبب سلوك النيابة العامة؛ لقد حرمتني من اي شيء يثبت برائتي واعتقلتني تعسفيا، تابعت جزء من دفاعي، تابعت النساء اللواتي برأنني، منعت عني بيانات للاتصالات التي تثبت مكاني.."..