حذر تقرير جديد لمنظمة الهجرة العالمية من أن ظروف الهجرة عبر ركوب البحر تزداد سوءا، وأن المخاطر أصبحت مرتفعة. وكشف التقرير أن الطريق الغربية للمتوسط، انطلاقا من المغرب والجزائر صوب إسبانيا، احتلت المرتبة الثانية من حيث عدد القتلى غرقا، مسبوقة بالطريق الوسطى للمتوسط من ليبيا وتونس إلى إيطاليا، ومتبوعة بالطريق الشرقية للمتوسط صوب اليونان، فيما لم تقدم المنظمة الأممية أي أرقام حول عدد القتلى الذين خرجوا من كل بلد على حدة، كما لم تقدم أي معطيات حول جنسيات الغرقى. في هذا الصدد، أوضح التقرير أن عدد القتلى غرقا في ما يسمى «مقبرة المتوسط» بلغ، خلال الشهور العشر الأولى من السنة الجارية، 1071 قتيلا، بمعدل انخفاض قدره 55 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية. مع ذلك، حذر التقرير قائلا إنه رغم التراجع فإن الظروف التي يهاجر فيها المهاجرون تزداد سوء وخطرا. وأضاف التقرير أن البحر الأبيض المتوسط تحول إلى أكبر طريق «قاتلة» في العالم ب688 قتيلا غرقا بين من خرجوا من ليبيا وتونس إلى إيطاليا ومالطا، و317 قتيلا بين من خرجوا من الجزائر والمغرب صوب إسبانيا، و66 قتيلا بين الذين استعملوا المتوسط للوصول إلى اليونان. بدوره، دق مشروع «المهاجرون المفقودون»، التابع لمنظمة الهجرة الدولية، ناقوس الخطر بشأن إمكانية ارتفاع أعداد القتلى في المستقبل في ظل تراجع عملية الإنقاذ في البحر الأبيض المتوسط. عن هذا يقول المشروع: «من المحتمل تسجيل المزيد من القتلى مقارنة بالرقم المسجل حاليا، والنتيجة المثيرة للقلق، بسبب تقليص عمليات البحث والإنقاذ في البحر الأبيض المتوسط، هي ارتفاع الوفيات غير المرئية»، وأضاف: «في هذا السياق، تصاعد خطر غرق القوارب بعيدا عن أعين المجتمع الدولي». ويعزز التقرير خلاصته هذه بالقول: «في الشهور التسعة من السنة الجارية، واحد من أصل 29 مهاجرا حاولوا عبور البحر، مات غرقا. أما خلال الفترة نفسها من السنة الماضية، فقد بلغ معدل الوفيات قتيلا واحدا من أصل 32 مهاجرا حاولوا العبور، وهو ارتفاع تراجيدي مقارنة بالمعدل الذي سجل سنة 2017؛ قتيل من أصل 51 مهاجرا حاولوا العبور». في السياق نفسه، أشار التقرير إلى وصول 76558 مهاجرا غير نظامي إلى أوروبا خلال السنة الجارية، بنسبة تراجع قدرها 13 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية. كما سجل وصول 19443 مهاجرا إلى اليونان، فيما احتلت إسبانيا المرتبة الأولى ب41321 مهاجرا، أغلب هؤلاء يخرجون من السواحل المغربية، إذ سبق وأشار تقرير لصحيفة «إلباييس» إلى أن أكثر من 90 في المائة من المهاجرين الواصلين إلى السواحل الإسبانية يخرجون من السواحل المغربية. من جهتها، تقوم البحرية الملكية بجهود جبارة لإنقاذ حيوات المهاجرين، إذ أنقذت في الشهور التسعة الأولى من هذه السنة أكثر من 10700 مهاجر كانوا على متن قوارب الموت. وتجدر الإشارة إلى أن تقريرا للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، أفاد بأن المغاربة يشكلون غالبية المهاجرين غير النظاميين الذين هاجروا إلى إسبانيا، إلى حدود 31 يوليوز الماضي، إذ احتلوا المرتبة الأولى بفارق واضح بمعدل 29.7 في المائة، متبوعين بالماليين ب13.6 في المائة، والغينيين ب13.1 في المائة..