تضاعف عدد ضحايا الهجرة السرية في السواحل القريبة من المغرب، ثلاث مرات في ظرف سنة، بسبب تزايد عدد المهاجرين غير النظاميين المغاربة، أو القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء، الذين يرغبون في ركوب "مقبرة المتوسط"، بهدف بلوغ سواحل الجنوب الإسباني، هذا ما كشفه تقرير جديد للجمعية الأندلسية لحقوق الإنسان، حول تطور ملف الهجرة بين المغرب، وإسبانيا، والجزائر خلال 2017. ويكشف التقرير، الذي تتوفر " اليوم 24″ على نسخة منه، أن 64 مهاجرا غير شرعي لقوا حتفهم غرقا في السواحل المغربية، وهم في طريقهم، على متن قوارب الموت، صوب سواحل الجنوب الإسباني عام 2017، مبرزا أن عدد الغرقى تضاعف ثلاث مرات بعد أن لم يكن يتجاوز 18 قتيلا عام 2016. وبلغ عدد القتلى في سواحل الأندلس 94 غريقا عام 2017، بينما سجلت سواحل مليلية وسبتة المحتلتين معا 42 قتيلا، فيما مجموع القتلى في الطريق الغربية للمتوسط (المغرب، والجزائر، وإسبانيا) يعد ب 249 قتيلا، مبينا أن 217 قتيلا منهم ينحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء، في حين أن ال23 الآخرين ينحدرون من شمال إفريقيا. وفي السياق ذاته أشار التقرير إلى أن المغاربة يتصدرون لائحة المهاجرين السريين الواصلين إلى إسبانيا العام الماضية، إذ بلغ عددهم 5498 مهاجرا، فيما بلغ عدد المنحدرين من الجزائر 5178 مهاجرا، و4014 مهاجرا من غينيا، و3801 مهاجر من ساحل العاج، و2750 من غامبيا، و2264 سوريا. كما بلغ مجموع المهاجرين السريين، الذين وصلوا إلى إسبانيا، برا وبحرا، العام الماضي، نحو 28 ألف مهاجر: 86 في المائة راشدون و13.3 في المائة قاصرون. وبلغ عدد المهاجرين السريين، الذين دخلوا مدينة سبتةالمحتلة، انطلاقا من الداخل المغربي 2432 مهاجرا، إلى جانب دخول 4831 آخرين إلى مدينة مليلية. وأضاف التقرير أن السلطات المغربية أوقفت 5000 مهاجر، كانوا في طريقهم إلى إسبانيا. رفائيل لارا، منسق التقرير، أرجع ارتفاع عدد المهاجرين، الذين يخرجون من المغرب صوب إسبانيا، إلى الاحتجاجات، التي عرفتها منطقة الريف عام 2017، فيما أجمعت مصادر أخرى على وجود ثلاثة أسباب رئيسية: أولا، الاحتجاجات، التي يعرفها المغرب وارتفاع نسبة البطالة، والفقر، وانسداد الآفاق في وجه الشباب؛ ثانيا، تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا يدفع آلاف المهاجرين إلى التوجه إلى المغرب في أفق انتظار الفرصة المناسبة للعبور إلى أوربا؛ ثالثا وأخيرا، الاضطرابات الأمنية، والفقر في بعض بلدان إفريقيا جنوب الصحراء. وحذر التقرير من إمكانية أن تحطم الهجرة السرية انطلاقا من المغرب كل الأرقام هذه السنة، نظرا إلى الأسباب الثلاثة السالف ذكرها. وكانت وزارة الداخلية قد كشفت أن الأمن أوقف 50 ألف مهاجر غير نظامي حاولوا التسلل انطلاقا من السواحل المغربية للعبور نحو أوربا عام 2017، كما أشارت إلى أن التدخلات الأمنية سمحت بتفكيك 73 شبكة نشيطة في تهريب البشر. رقم مهول قدمته الداخلية، يتمثل في كون الأمن فكك منذ عام 2002 حوالي 3207 شبكة نشيطة للهجرة السرية، كما استطاعت المملكة ترحيل، إراديا، نحو 24 ألف مهاجر إفريقي.