بعد أيام على فاجعة غرق أزيد من 14 مهاجرا مغربيا على الأقل، في شاطئ عين حرودة بالقرب من المحمدية على خليفة جنوح «قارب الموت» الذي كانوا يحاولون العبور به إلى أوروبا، كَشَفَت منظمة الهجرة الدولية أن عدد القتلى من مرشحي الهجرة غير النظامية، في البحر الأبيض المتوسط بشكل عام، بلغ 1000 قتيل إلى حدود يوم أول أمس الثلاثاء، من بينهم 269 قتيلا غرقا في بوابة غرب المتوسط، بين الجزائر والمغرب إلى إسبانيا. وساهمت عمليات الإنقاذ التي قامت بها عناصر البحرية الملكية في المياه الإقليمية المغربية والأطلنتية في تقليص عدد القتلى بالآلاف، إذ تشير آخر الأرقام إلى أن السلطات المغربية أنقذت في الشهور التسعة الأولى من هذه السنة أكثر من 10700 مهاجر كانوا على متن قوارب الموت. لكن الخطير هو تأكيد الأممالمتحدة تصدر المغاربة قائمة المهاجرين غير النظاميين الذين هاجروا إلى إسبانيا هذه السنة للبحث عن تحسين ظروف عيشهم. في هذا الصدد، أوضح تقرير لمنظمة الهجرة الدولية، صدر مؤخرا، أن «تزايد المآسي، مؤخرا، في البوابات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط، رَفَعَ عدد الوفيات المؤكدة إلى 994 قتيلا من الرجال والنساء والأطفال خلال السنة الجارية. بينما حادثة بالقرب من المغرب، في نهاية الأسبوع الماضي، لم يتم شرح حيثياتها بعد، لأن المنظمة الدولية للهجرة لا تزال تحاول التأكد من التقارير التي تفيد مصرع حوالي 40 مهاجراً في حادث الغرق هذا». ويضيف التقرير أنه للسنة السادسة على التوالي تجاوز عدد القتلى 1000 قتيل، إذ بلغ المجموع 15 ألف قتيل على الأقل منذ 2014. المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة، ليونارد دويل، حذر المجتمع الدولي قائلا: «في خضم موجة متزايدة من المشاعر ضد المهاجرين في السياسات في جميع أنحاء العالم، يُسجل هذا الرقم المروع، 1000 حالة وفاة تقريبا، إلى حد ما بسبب المواقف الأكثر تشددا والكراهية الشاملة تجاه المهاجرين الفارين من الفقر والعنف. هذه الوفيات في أعالي البحار تؤلمنا وعار علينا». على صعيد متصل، أكد تقرير للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن المغاربة يشكلون غالبية المهاجرين غير النظاميين الذين هاجروا إلى إسبانيا إلى حدود 31 يوليوز الماضي، إذ احتلوا المرتبة الأولى بفارق واضح بمعدل 29.7 في المائة، متبوعين بالماليين ب13.6 في المائة، والغينيين ب13.1 في المائة. المصدر ذاته يشير، كذلك، إلى أن المغاربة حافظوا على الصدارة في الشهور الثمانية الأولى من السنة الجارية ب30 في المائة، علما أن مجموع الواصلين إلى إسبانيا من مختلف الجنسيات بلغ 19600 مهاجر غير نظامي، وفق الموقعين الإسبانيين «كوبي» و»سبتة تيفي». وفي نفس السياق، تراجعت تدفقات الهجرة غير النظامية بين المغرب وإسبانيا بنسبة 50 في المائة تقريبا في الشهور التسعة الأولى من السنة الجارية مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. تقرير حديث ومحين للحكومة الإسبانية نشرت وكالة الأنباء «أوبا بريس» أهم تفاصليه، يتحدث عن وصول 18591 «حرّاكا»، على متن قوارب الموت، إلى إسبانيا خلال السنة الجارية مقارنة مع 36674 حرّاكا في نفس الفترة من السنة الماضية. وسجل، كذلك، وصول 844 قارب موت فقط إلى إسبانيا بمعدل انخفاض 42 في المائة مقارنة مع 1449 قاربا السنة الماضية. هذا التراجع شمل، أيضا، حركة الهجرة السرية في الحدود البرية بين الداخل المغربي والمدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، إذ تراجع تسلل المهاجرين إلى المدينتين ب12.6 في المائة، وفق التقرير المحين، علما أن أغلب الذين يدخلون المدينتين يقومون بذلك عن طريق اقتحام السياجات الحدودية أو التسلل بين مستعملي المعابر البرية باستعمال وثائق مزورة أو انتحال الصفة أو داخل تجويفات محدثة في السيارات أو أسفل الشاحنات. وولج المدينتين بطريقة غير نظامية 4301 مهاجر منذ يناير الماضي مقابل 4920 مهاجرا خلال نفس الفترة من السنة الماضية.