على غرار حرارة أيام بداية هذا الصيف، تُنذر تدفقات الهجرة السرية بأيام صيفية صعبة، إلى درجة أنها باغتت المغرب والاتحاد الأوروبي، على عكس ما كان يتوقعه الطرفان إلى حدود فاتح يونيو المنصرم. إذ تضاعفت تدفقات الهجرة السرية عبر الطريق الغربية للمتوسط، بالأساس من المغرب إلى إسبانيا، خلال شهر يونيو المنصرم مقارنة مع شهر ماي الماضي. لكن رغم ذلك، لم تعد الطريق المغربية الإسبانية البوابة الرئيسية لعبور المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة مع السنة الماضية، بحيث أصبحت الطريق اليونانية هي البوابة الرئيسية. ضغط الهجرة هذا مع بداية الصيف على الطريق الغربية للمتوسط لا تؤكده الأرقام الأوروبية فقط، بل حتى المغربية، إذ أن البحرية الملكية أنقذت في الأيام العشرة الأولى من الشهر الجاري 601 مهاجر سري. في هذا الصدد، كشف تقرير لوكالة حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي (فرونتيكس)، ارتفاع عدد المهاجرين غير النظاميين الذين وصلوا إلى إسبانيا خلال شهر يونيو المنصرم بنسبة 55 في المائة مقارنة مع شهر ماي الماضي. هذا في الوقت الذي ارتفعت فيه أعداد الواصلين إلى كل التراب الأوروبي عبر كل البوابات المتوسطية ب6 في المائة فقط. التقرير أوضح أنه خلال شهر يونيو المنصرم وصل 2300 مهاجر إلى إسبانيا، أغلبهم ينحدرون من المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء، فيما وصل إليها 10300 مهاجر سري في الأسدس الأول من هذه السنة بنسبة انخفاض قدرها 27 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. فيما وصل 1100 مهاجر إلى إيطاليا، أي نفس الرقم المسجل خلال ماي الماضي، في حين وصل إلى إيطاليا في الأسدس الأول من هذه السنة 3200 مهاجر بنسبة انخفاض 87 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. بينما جاءت اليونان في المرتبة الأولى بتسجيل وصول 4000 مهاجر في يونيو. فيما بلغ عدد المهاجرين الواصلين إلى كل التراب الأوروبي خلال يونيو المنصرم 8300 مهاجر، فيما بلغ عدد الواصلين في الأسدس الأول من هذه السنة 42 ألف مهاجر. وبخصوص الإحصائيات الشهرية للنصف الأول من هذه السنة، سُجل وصول 4101 مهاجر سري، بحرا، إلى إسبانيا في يناير الماضي، و936 مهاجرا في فبراير، و588 مهاجرا في مارس، و995 مهاجرا في أبريل، و1433 مهاجرا في ماي، و3200 مهاجر في يونيو المنصرم. وتقول صحيفة “إلباييس” إن 97 في المائة من المهاجرين الذين يصلون إلى إسبانيا يخرجون من المغرب. معطى آخر يوضح عودة ضغط الهجرة بين المغرب وإسبانيا مع بداية الصيف، هو إنقاذ البحرية الملكية 601 مهاجر سري في العشر الأوائل من الشهر الجاري. إذ علم لدى مصدر عسكري أن وحدات خفر السواحل التابعة للبحرية الملكية ،العاملة بالبحر الأبيض المتوسط، قدمت المساعدة ل271 مرشحا للهجرة السرية، وذلك خلال يومي 6 و7 يوليوز الجاري. وأوضح المصدر ذاته أن هؤلاء المرشحين للهجرة السرية، وأغلبهم من بلدان جنوب الصحراء، من بينهم نساء وأطفال، كانوا يواجهون صعوبات على متن عدة قوارب مطاطية تقليدية. كما قدمت عناصر البحرية الملكية المساعدة لحوالي 330 مرشحا للهجرة السرية حاولوا عبور مضيق جبل طارق، وذلك على متن قوارب تقليدية خلال يومي 4 و5 يوليوز الجاري. وتابع المصدر ذاته أن الأشخاص الذين تم إنقاذهم، وأغلبهم ينحدرون من بلدان جنوب الصحراء، من بينهم نساء وقاصرون وأطفال، نقلوا سالمين نحو مينائي الناظور والقصر الصغير، بعدما تلقوا الإسعافات الضرورية على متن وحدات البحرية الملكية.